تأهب رئيس الحكومة المغربية المكلف سعد الدين العثماني لبدء مشاورات مع الأحزاب، وسط توقعات بأن تكون مهمته أقل تعقيدا من سلفه عبد الإله بنكيران. وقال العثماني بعد ساعات من تكليف الملك محمد السادس له بتشكيل الحكومة الجديدة، إن تكليفه مسؤولية ثقيلة في هذا الظرف السياسي الذي وصفه بالدقيق. وأضاف في تصريح للصحفيين أمام منزل بنكيران في العاصمة الرباط، أنه سيبذل كل ما في وسعه ليكون عند حسن ظن الجميع، معبرا عن اعتزازه بثقة الملك فيه. وردا على سؤال عن إمكانية إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي في الحكومة الجديدة، قال العثماني إن ذلك سابق لأوانه. وأضاف أنه سيجري اللقاءات الضرورية في إطار المشاورات الحزبية، على أن يتم تحديد موقف بهذا الشأن في ضوء اللقاءات التي يتوقع أن تبدأ قريبا. كما قال إن المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (125 مقعدا من مجموع 395 من مقاعد البرلمان) سيعقد كما هو مقرر غدا السبت. ومن بين العوامل التي أفضت إلى فشل مساعي بنكيران في تشكيل الحكومة، اشتراط حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش ضم حزب الاتحاد الاشتراكي إلى الحكومة، وتمسك بنكيران برفض هذا الشرط حتى النهاية. وقال المحلل السياسي المغربي عبد الرحيم العلام لرويترز إنه لا يعتقد أن الشروط التي طُرحت على بنكيران وحالت دون تشكيل الحكومة، ستستمر مع العثماني. وفي وقت سابق اليوم استقبل الملك سعد الدين العثماني وكلفه بتشكيل الحكومة، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعفائه رئيس الحكومة المكلف السابق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، بعد إخفاقه في تشكيل الحكومة لمدة فاقت خمسة أشهر. وكان العثماني قد انتخب أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية لولاية واحدة عام 2004، وتولى حقيبة وزارة الخارجية والتعاون في حكومة بنكيران في يناير/كانون الثاني 2012 بعد فوز الحزب بالمرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية، وهو يشغل منذ العام 2008 منصب رئيس المجلس الوطني لحزبه. والعثماني أحد أبرز الوجوه القيادية في حزب العدالة والتنمية ورئيس برلمان الحزب وأحد كبار منظريه، فضلا عن كونه رفيق درب الأمين العام الحالي ورئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الإله بنكيران.