قال موقع "هفنغتون بوست" (النسخة العربية) إن حزبا "التجمع الوطني للأحرار" و"الاتحاد الدستوري"، أعربا اليوم الثلاثاء، عن رغبتهما في المشاركة في الحكومة المكلف تشكيلها سعد الدين العثماني، القيادي في حزب "العدالة والتنمية"، ما يفتح الطريق لحل عقدة "البلوكاج". وبدأ العثماني (61 عاماً)، الثلاثاء، مشاورات تشكيل الحكومة، بعدما أخفق في تشكيلها عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية، متصدّر الانتخابات البرلمانية (125 مقعداً من أصل 395)، التي أجريت في أكتوبر 2016. وعقب لقائه العثماني، وفي تصريحات صحفية، قال عزيز أخنوش، رئيس "التجمع الوطني للأحرار" (37 مقعداً) وصديق مقرب من ملك المغرب محمد السادس، برفقة محمد ساجد، الأمين العام ل"الاتحاد الدستوري" (19 مقعداً)، إن "الحزبين اللذين يجمعهما تحالف في مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) يؤيدان العثماني، ويريدان الدخول إلى حكومته". وأضاف أخنوش: "مستعدون للعمل مع العثماني كرئيس للحكومة، وللتعاون معه لإنجاح مشاريع الوطن، لدينا ثقة به، ونترك له الوقت الكافي لتشكيل الأغلبية ومناقشة عرضنا (لم يكشف عنه)". وتابع: "نريد حكومة قوية ومنسجمة، كما عبر عن ذلك حزب العدالة والتنمية". لكن أخنوش تحفّظ على الإجابة عن سؤال بشأن إن كان لا يزال متشبثاً بدخول حزب "الاتحاد الاشتراكي" (20 مقعداً) إلى الحكومة، وهو الشرط الذي رفضه بنكيران، وحال دون تشكيله الحكومة أكثر من 5 أشهر. وكان أخنوش أصرّ على استبعاد حزب الاستقلال من الحكومة، وإدخال "الاتحاد الاشتراكي" إليها، وهو ما رفضه بنكيران، الذي أصر في المقابل على الاقتصار على الأحزاب الأربعة التي كانت تشكل الحكومة المنتهية ولايتها. وهذه الأحزاب هي: العدالة والتنمية (125 مقعداً)، والتجمع الوطني للأحرار (37 مقعداً)، والحركة الشعبية (27)، والتقدم والاشتراكية (12 مقعدا)، لا سيما أنه بإمكان الأربعة تغطية العدد المطلوب لتشكيل الحكومة، وهو 198 مقعداً، إضافة إلى حزب الاتحاد الدستوري (19 مقعداً)، بعدما شكل الأخير تحالفاً في مجلس النواب مع "التجمع الوطني للأحرار". وفي وقت سابق الثلاثاء، استهل العثماني مشاورات تشكيل الحكومة، باستقباله قياديين من "الاستقلال" (46 مقعداً)، صاحب المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية، بعدما تعذر البدء بلقاء إلياس العماري، الأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة" (102)، الذي حلّ ثانياً في الانتخابات؛ وذلك لوجوده خارج الرباط، وفق متحدث باسم العثماني. ويعتبر البعض حزب "الأصالة والمعاصرة" العدو اللدود للإسلاميين، وسبق أن صرح بنكيران بأن التحالف مع هذا الحزب "خط أحمر". والجمعة الماضي، كلف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، العثماني تشكيل حكومة جديدة، خلفاً لبنكيران. وينص الدستور المغربي على تعيين رئيس الحكومة من الحزب السياسي الذي تصدر آخر انتخابات برلمانية، لكنه لم يحدد مهلة زمنية لتشكيل الحكومة من قِبل الشخص المكلف ذلك. وجرى انتخاب العثماني أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية لولاية واحدة عام 2004، وتولى حقيبة وزارة الخارجية والتعاون في حكومة بنكيران، في يناير2012، وهو يشغل منذ 2008 منصب رئيس المجلس الوطني، وهو أعلى هيئة في الحزب.