div id="js_5" class="_5pbx userContent" data-ft="{"tn":"K"}" شاعر غنائي، وسياسي مغربي. ارتبطت به أشهر القصائد الفصيحة في تاريخ الأغنية المغربية العصرية. برز أيضا كإعلامي مخضرم في الإذاعة المغربية، وشكل أحد أعمدة الكتابة الساخرة في الصحافة المغربية. الميلاد والنشأة ولد الشاعر عبد الرفيع الجواهري عام 1944 في مدينة فاس، ونشأ في أجواء الاحتقان والتوتر بين الحركة الوطنية وسلطات الحماية الفرنسية، بل إن ميلاده صادف وجود والده المناضل خلف قضبان السجن، مما طبع حياته بنزعة وطنية قوية. الدراسة والتكوين تابع الجواهري تعليمه بالمدارس الحرة في مسقط رأسه بفاس، وهي مؤسسات مستقلة عن نظام التعليم الذي وضعته السلطات الاستعمارية، أنشأها رجالات الحركة الوطنية المغربية لتدريس اللغة العربية. ولدى انتقاله إلى العاصمة الرباط، عام 1960، تابع دراسته في القانون حيث حصل على الإجازة عام 1967، وواصل دراساته العليا في مراكش بحصوله على شهادة الدروس المعمقة في كلية الحقوق. الوظائف والمسؤوليات بجانب مهامه الإعلامية في الإذاعة، وعمله في المحاماة، تولى الجواهري في الحقل الأدبي رئاسة اتحاد كتاب المغرب عام 1996. انتخب نائبا برلمانيا عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. المسار في سن السادسة عشر، غادر الشاعر مدينته فاس والتحق بالإذاعة الوطنية بالرباط سنة 1960 ليكون واحدا من أصغر نجوم الإذاعة المغربية. ومن البرامج التي أعدها سابقا "قصة الأسبوع" حيث كان يختار قصة لأحد الأدباء لتقرأ على إيقاع معزوفات موسيقية. وقدم أيضا برنامج "محكمة" الذي كان ينجزه ويبث على المباشر في الستينات. وهو سابق وشبيه لما قامت به الإعلامية ليلى رستم في المشرق تحت عنوان "محاكمات أدبية". وبالموازاة مع عمله الإعلامي، كانت الموهبة الأدبية للجواهري تنضج باستمرار. وأصبحت قصيدة "القمر الأحمر" التي نشرها عام 1963 -وهو في ال19 من العمر- أشهر قصيدة مغناة في تاريخ الموسيقى المغربية العصرية، وقد تعاون فيها مع صديقه الملحن المعروف عبد السلام عامر لتخرج بصوت الفنان عبد الهادي بلخياط سنة 1964. ومع الملحن الضرير عبد السلام عامر الذي شكل معه ثنائيا ناجحا، واصل عبد الرفيع الجواهري تزويد المتن الغنائي المغربي بأشهر النصوص، فكانت أغنية "راحلة" و"قصة الأشواق" اللتين اشتهر بهما الفنان الراحل محمد الحياني و"ميعاد" التي غناها عبد الهادي بلخياط. وكتب أيضا قصيدة "أطفال الحجارة" حول الانتفاضة الفلسطينية الأولى وغنتها الراحلة رجاء بلمليح، لكنها منعت حينها ولم تبث على الإذاعة والتلفزة بأوامر من وزارة الداخلية في عهد إدريس البصري. كتبت الناقدة حورية الخمليشي عن أعمال الجواهري: "في القصائد المغناة للشاعر ما يُدهش. غنائية هادئة، عذوبة في الموسيقى، تواز في الإيقاع، معنى سلس وغامض في بعض الأحيان، لكنه بعيد عن التعقيدات والمساحيق اللغوية. وقد عوّدنا الشاعر في هذه القصائد على فتح الاستعارة التي تجاوزت بلاغة الأذن حين انضمت إليها الموسيقى الغنائية إلى جانب الموسيقى الإيقاعية في تبادلية موازية". وعلى الصفحة الأخيرة لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" الناطقة باسم الحزب الذي كان الجواهري نائبا برلمانيا وعضوا في مكتبه السياسي، صنع الجواهري خلال الثمانينيات من القرن الماضي ظاهرة إعلامية في الكتابة الساخرة بالمغرب حيث اشتهر على نطاق واسع بعمود أسبوعي كل أربعاء بعنوان "نافذة" يكيل فيه نقدا لاذعا وساخرا للممارسات الحكومية والسياسية ولمجموعة من الفاعلين السياسيين في دوائر السلطة. ولم يحل نشاطه السياسي والإعلامي دون التوقف عن إنتاجه الأدبي ونضاله في إطار اتحاد كتاب المغرب الذي انضم إليه منتصف السبعينيات وتولى رئاسته من 1996 إلى 1998. المؤلفات صدرت لعبد الرفيع الجواهري مجموعة دواوين شعرية نشر جل قصائدها في مجلات وصحف مغربية وعربية. ومن أهمها "وشم في الكف" بيروت 1981، و"شيء كالظل" مراكش 1994، و"كأني أفيق" الرباط 2010، و"الرابسوديا الزرقاء" الرباط 2010.