بنظرة عامة على الآثار التي ترتبت على تطور العلوم وتطبيقاتها في العالم خلال ال200 عام الأخيرة سنلاحظ أن الأثر السلبي للتطبيقات على أرض الواقع كان أكبر من الأثر الإيجابي بفارق كبير... .. فقد تسبب تقدم علوم تصنيع المواد مثلا في إنتاج كميه هائلة من الأسلحة تنوعت كما وكيفا وتسببت بدورها في مقتل 125 مليون إنسان تقريبا خلال الفترة شكلوا نسبة 3% من سكان الأرض حتى عام 1950 .. . ووجدت أن العلم في ذاته ليس السبب المباشر.. بل التطبيقات التي بنيت على قاعدة أسس لها أحد أكبر علماء القرن الماضي قالت إن البقاء للأقوى .. .عمل مثلا لا يقل عن ألف مهندس وخمسون ألف عامل وفني متخصص في بناء مدينه بكل مرافقها وأبنيتها مدة خمسة عشر عاما ..وبعد أن أتموها وسكنها الناس .. صعد مهندس واحد مع طيار واحد إلى السماء وأسقطوا عليها قنبلة فحطمت المدينة وقتلت كل من فيها في ثواني معدودة ... ... وهنا لابد من وقفه لإعادة النظر في جدوى الإستراتيجية العالمية في العلوم والتعليم وإعادة وضع أهداف أخرى لسد فجوات الإستراتيجية العشوائية للعلم بصفه عامه .. . وأرى أنه لابد من ربط العلم بالأخلاق كمنهج موحد عام في العالم كله .. ولا أشترط منبعا معينا للأخلاق فلكل منطقه في العالم منبع مختلف ... ولكن أشترط دمج منهج القيم الأخلاقية مع أي منهج دراسي أيا كان نوعه أو مرحلته أو التخصص الذي يبحث فيه ...حتى نضمن في المستقبل أن المنتج من عملية التعليم سواء كان علم أو متعلم لن يكون في المستقبل طيارا مدنيا يصعد مع مهندس في طائره ليلقى في دقيقه قنبلة على مدينه بناها الآلاف العلماء والعمال فيحطمونها ويقتلون الملايين بها . . لا توجد أي ضمانه لاستمرار الجنس البشرى بلا حوادث مصطنعه ضخمه إلا بربط منظومة التعليم في العالم بمنظومة القيم الأخلاقية.