جددت مدينة شفشاون، أمس الخميس، موعدها مع إبداعات النظم المقفى بافتتاح الدورة 31 من المهرجان الوطني للشعر المغربي، الذي يستقطب هذه السنة شعراء ونقادا بارزين من مختلف مناطق المغرب. وانطلقت دورة هذه السنة باحتفاء خاص بالشاعر المخضرم محمد السرغيني، أحد أعلام القصيدة المغربية الحديثة والمعاصرة، الذي رفعه المغاربة إلى مصاف الشعراء العالميين بتتويجه بجائزة الأركانة العالمية للشعر سنة 2004. وقال المبدع محمد السرغيني، في كلمة بالمناسبة، إن التفاتة المهرجان لشخصه بعد نحو خمسين سنة من العطاء المتواصل خدمة للثقافة المغربية، هو تكريم للإبداع المغربي في مختلف تجلياته ولرجالاته الذين جعلوا من الكلمة الراقية وسيلة للتعبير عن الذات وعن قضايا المجتمع . وأضاف السرغيني أن هذا التكريم هو أيضا تكريم للشعر المغربي الذي اضحى عنوانا بارزا في صفحة الفكر العربي من المحيط إلى الخليج ووسام فخر للأدب العربي الحديث، الذي كان له تأثير واضح في كل التحولات الإيجابية التي يشهدها العالم العربي والدفاع عن أصالته وهويته . ومن جهته، قال رئيس جمعية أصدقاء المعتمد عبد الحق بن رحمون إن الدورة الحالية لها شرف حمل اسم الشاعر محمد السرغيني، أحد رواد الحداثة الشعرية المغربية، احتفاء بمنجزه الإبداعي الرائد. وأضاف أن المهرجان باحتضانه الدورات المتتالية منذ نحو 50 سنة يحرص على أن يكون هذا اللقاء الشعري ملكا للشعراء والمثقفين يغنونه بحضورهم وإبداعاتهم وكتاباتهم ونقدهم البناء، معربا عن أمله في ان يصبح هذا المهرجان تراثا إنسانيا على غرار مهرجانات دولية شبيهة في عراقتها وقيمتها. وينعقد المهرجان، الذي يتواصل اليوم الجمعة ويقام بدعم من وزارة الثقافة وشراكة مع عمالة إقليمشفشاون والجماعة الحضرية ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، بفضاءات المدينة العتيقة، لتكون شفشاون عروس الشعر المغربي وقبلة أجياله وحساسياته ومكوناته العربية والأمازيغية، حسب منظميه. وحرصت الجهة المنظمة في إطار الاحتفالية الخاصة لتكريم الشاعر محمد السرغيني على تنظيم لقاءات شعرية ونقدية التعريف بمختلف إبداعاته من خلال تنظيم احتفالية خاصة بتجربته، عبر شهادات وقراءات نقدية، بحضور عدد من النقاد والمتخصصين والشعراء الذين واكبوا تجربته في مختلف مراحلها المتعددة والمتجددة. وسيتم أيضا تنظيم عروض فنية ومعرض للديوان الشعري المغربي، إلى جانب رواق خاص بالشاعر المحتفى به. وستعرف الجلسة الشعرية الأولى مشاركة كل من عبد الكريم الطبال ومحمد الأشعري ومليكة العاصمي وثريا ماجدولين وأحمد لمسيح ومحمد علي الرباوي وحسن نجمي ونجيب خداري ومحمد بودويك، فيما ستعرف الجلسة الشعرية الثانية مشاركة كل من أمينة لمريني وعبد الحميد جماهري ومراد القادري وعبد القادر وساط وصلاح بوسريف ومحمود عبد الغني. وسيشارك في الجلسة الشعرية الثالثة حسن الوزاني وعبد السلام الموساوي وعائشة البصري ومحمد بشكار وفاتحة مورشيد ومخلص الصغير وحياة بوترفاس وصباح الدبي والزبير الخياط، وفي الجلسة الشعرية الرابعة والأخيرة كل من جمال أزراغيد وعبد الحق بن رحمون وعبد الرحيم فوزي وعبد المنعم ريان ومحمد ابن يعقوب وأمل الأخضر وعبد الجواد الخنيفي . كما يحتوي برنامج الدورة على ندوة نقدية بالمركز الثقافي (الهوته)، يوم غد الجمعة، ستناقش التجربة الشعرية لمحمد السرغيني، على أن يتجدد الموعد مع الشعر في مساء ذات اليوم بأمسيات للقراءة، فيما سينظم بالموازاة مع المهرجان رواق للكتاب يضم الدواوين الشعرية والدراسات النقدية. وسيؤطر الندوة النقدية نجيب العوفي وبنعيسى بوحمالة ومحمد بودويك وبنيونس عميروش إضافة إلى شهادات في حق المحتفى به يقدمها كل من محمد الأشعري ومليكة العاصمي وعبد الكريم الطبال وعبد السلام الموساوي ومحمد بشكار وأمينة المريني. ويعد المهرجان، حسب منظميه، منبرا إبداعيا للشعراء المغاربة بقراءاتهم والنقاد بمداخلاتهم، ومحطة شعرية سنوية تشارك فيها أجيال الشعر المغربي بكل الحساسيات. ويسعى مهرجان الشعر المغربي الحديث بشفشاون، الذي حافظ على انتظام دوراته وتراكم تجاربه، إلى الاعلان، بمناسبة تنظيم المهرجان، عن خلق مؤسسة ثقافية حاضنة لذاكرة وحاضر الشعر المغربي.