تظاهر الآلاف من المزارعين اليوم الجمعة في إسبانيا من أجل المطالبة باعتماد تدابير وإجراءات ملموسة لتحسين الوضع في القطاع الفلاحي والمطالبة ب ” أسعار عادلة ” لمنتجاتهم . وقام المزارعون المتظاهرون صباح اليوم بفالنسيا ( شرق إسبانيا ) بتوقيف حركة السير في أغلب الشوارع والمدارات بعد أن نزلوا بكثافة مصحوبين بجراراتهم ومعداتهم مدعومين من طرف أكثر الهيئات والمركزيات النقابية تمثيلية في القطاع بجهة فالنسيا ومن ضمنها الاتحاد الإقليمي للمزارعين ومربي الماشية ب ( كاستييون ) واتحاد المزارعين الصغار ومربي الماشية من فالنسيا بالإضافة إلى جمعية ( آساجا ) للمزارعين الشباب . وقالت وسائل الإعلام المحلية إن عدة مدن وأقاليم أخرى شهدت بدورها تنفيذ مظاهرات واحتجاجات قادها المزارعون خاصة في أستورياس ( شمال ) وكتالونيا ( شمال شرق ) وكذلك بجهة الأندلس ( جنوب ) حيث أغلقت الجرارات والمعدات الفلاحية الطرق في إقليم قرطبة ورفع المتظاهرون شعارات تدعو إلى الاهتمام بالعاملين في القطاع والدفاع عن مصالح المزارعين الصغار مع تقديم الدعم والمساندة للمنتوج ودعوة الحكومة إلى تكريس العدالة في الأسعار . ومنذ أواخر شهر يناير تواصلت تظاهرات واحتجاجات المزارعين في جميع أنحاء إسبانيا من أجل التنديد بارتفاع تكاليف الإنتاج والاختلالات التي تعرفها السلاسل الغذائية وتراجع الإعانات ومساعدات الدولة للقطاع والدعوة إلى تكريس أسعار عادلة . وتنتقد الهيئات والمركزيات النقابية في القطاع الضغوطات التي تمارسها شركات التوزيع الكبرى خاصة من حيث الأسعار والتي لا تترك في النهاية للمنتجين سوى هامش ضئيل من الربح بالإضافة إلى الزيادة في الحد الأدنى لأجور العمال والمهنيين التي تبنتها الحكومة أوائل الشهر الجاري مشيرة إلى أن الحواجز التجارية التي فرضتها الولاياتالمتحدة على بعض المواد خاصة الزيتون وزيت الزيتون ساهمت في تكبد المزارعين لخسائر كبيرة خاصة بجهة الأندلس التي يطالب المزارعون فيها الحكومة بالمزيد من الحزم في الدفاع عن مصالحهم .
وحسب وسائل الإعلام المحلية فيتوقع أن يعقد المسؤولون الحكوميون الإسبان اجتماعات ولقاءات مع ممثلي النقابات ومع المزارعين وكذا مع ممثلي شركات التوزيع الكبرى للمنتجات الزراعية من أجل بحث المشاكل التي يعاني منها المزارعون ومحاولة إيجاد تصورات لحلول تستجيب لتطلعات العاملين في القطاع .