الرباط "مغارب كم": محمد بوخزار قلل وزير الفلاحة والصيد البحري الإسباني، أرياس كانييطي، من التأثير السلبي للاتفاق الزراعي المبرم بين المغرب والاتحاد الأوروبي بخصوص تحرير المنتجات الزراعية. وأوضح الوزير أن هناك مبالغات روجتها أطراف بخصوص التأثير السلبي الكبير على القطاع في بلاده، مبرزا أن الحكومة قامت من جانبها بدراسة الإسقاطات والانعكاسات فوصلت إلى نتيجة أن التأثير محدود جدا خلافا لما روجته هيئات نقابية من كون 450 ألف فرصة عمل باتت مهددة في القطاع وبالتالي فإن 50 في المائية من العملين سيفقدون شغلهم. وأضاف الوزير الإسباني أن وزارته تتوفر على الدراسات المدققة لكنه لن يكشف عنها في الوقت الراهن، مؤكدا أنه لن يحدث تأثير سلبي في حالة ما إذا مورست رقابة على المنتجات الآتية من المغرب وأعيد النظر في أسعارها. يذكر أن أوساطا إسبانية سياسية ونقابية كانت قد بالغت في الحديث وبشكل محموم ونظمت تظاهرات معادية على مدى الأسابيع الماضية، محذرة من الأخطار التي باتت محدقة بالنشاط الزراعي بسبب الاتفاق، بمن فيهم قياديون من الحزب الشعبي الحاكم في المناطق التي يفترض أنها تضررت أكثر من غيرها مثل إقليم الأندلس. وكان وزير الفلاحة الإسباني، زار المغرب وأجرى مباحثات مع نظيره المغربي عزيز أخنوش، عاد بعدها "كانييطي" إلى بلاده شبه مطمئن، بعد أن سمع من نظيره المغربي تأكيدات مفادها أن بضعة صناديق من الطماطم لا يمك أن تفسد علاقات إستراتيجية بين البلدين. واتضح الآن أن الضغوط القوية التي مارستها نقابات المزارعين والهيئات الخائفة على مصالحها، في إسبانيا، استهدفت التأثير على الاتحاد الأوروبي لبعيد النظر في الاتفاق الذي صادق عليه برلمان ستراسبورغ بعدما وصفته عدة أطراف أوروبية محايدة بكونه "اتفاقا متوازنا" يراعي مصلحة كل الأطراف. وبالعودة إلى كم التصريحات الهائل المنذرة بأوخم العواقب على المزارعين، تنكشف مغالطات الإعلام الإسباني التي يلجأ إليها كلما تعلق الأمر بعلاقات متكافئة مع المغرب. يشار إلى أن القطاع الزراعي في المغرب المصدر للمنتجات الفلاحية الموجهة إلى الأسواق الأوربية، يشتغل به مستثمرون إسبان، يستفيدون بدورهم من الصادرات كما أن أسطول النقل الإسباني المجهز افضل من المغربي هو الذي يستفيد من عائدات النقل، ولكن الصحافة والنقابات تعتم على الجوانب المفيدة للطرف الإسباني وتظهر المغرب، وكأنه غول زراعي يبتلع القوانين ولا يحترم شروط النظافة والبيئة والمنافسة، وبالتالي فإنه يعرض سلعه بأي سعر كان كما يستغل حقوق العمال. وهذا خطاب ملأ الساحة الإعلامية الإسبانية منذ أسابيع فقط.