يبدو أن المغرب وإسبانيا تجاوزا مؤخرا أزمة السردين لينتقلا إلى أزمة الطماطم، حيث أعلنت اللجنة الخاصة بمنتجي ومصدري الطماطم التابعة ل"فيبيكس" والتي ينضوي تحت لوائها عدد من التمثيليات النقابية الفلاحية بأقاليم الأندلس وجزر الكنارياس وفالنسيا، في ندوة صحافية عقدتها الأسبوع الماضي بالمدينة الأندلسية ألميريا "جنوبإسبانيا" عن الخطوات التصعيدية التي ستنتهجها في حربها على الطماطم المغربية ، مشيرة إلى أنها ستسعى بجميع السبل والوسائل للضغط على الاتحاد الأوروبي لمنع تجديد اتفاقية الشراكة في المجال الفلاحي مع المغرب والذي من المتوقع أن يتم التصويت عليها في البرلمان الأوروبي شهر فبراير المقبل . كما أعلنت "فيبيكس" شن حرب مفتوحة ضد الطماطم المغربية باعتبار تصديرها إلى أسواق الاتحاد الأوربي يلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الزراعي لعدد من المناطق وخصوصا الأقاليم الاسبانية الثلاثة الأندلس وفالنسيا وجزر الكنارياس، التي تنتج حاليا حوالي 90 في المائة من الطماطم الإسبانية . واعتبر رئيس لجنة منتجي ومصدري الطماطم، خوصي فيرنانديز أن تجديد الاتفاقية ببنودها الحالية، قد يكون بمثابة المحرقة الجديدة للفلاحين الإسبان، بالنظر إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية المزرية التي تعيشها إسبانيا حاليا . ويأتي هذا التصعيد بعد اتهام الاتحاد الاسباني لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر المغرب بمنافسة إسبانيا في السوق الفرنسية، من خلال قيامه بتصدير كميات كبيرة من مادة الطماطم تجاوزت حسب وسائل الإعلام الاسبانية14 ألف طن خلال شهر أكتوبر الماضي، وبأسعار أقل من المتفق عليه، والتي لا تستطيع إسبانيا منافستها، إضافة إلى إغراق السوق الأوروبية عن طريق مدينة بيربينيان "جنوبفرنسا"، التي تعد السوق الرئيسية للطماطم الاسبانية . وفي بلاغ له، ناشد الاتحاد الاسباني لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر الحكومة الاسبانية بالتدخل العاجل، لمنع المغرب من الاستمرار في تصدير الطماطم إلى فرنسا، والذي أدى إلى تفاقم الأزمة بإسبانيا، مشيرا إلى أن المنافسة القوية المغربية أسفرت في السنة الماضية عن فقدان 12500 منصب شغل في المناطق المنتجة للطماطم، ومؤكدا على أن 50 منصب شغل يتم فقدانه في كل طن لم يتم تصديره . وفي نفس السياق، قام الاتحاد الاسباني لمنتجي ومصدري الفواكه والخضر بمراسلة وزيرة البيئة الاسبانية، روسا أكيلار، من أجل اتخاذ التدابير الاستعجالية لمنع إدخال الطماطم المغربية إلى الاتحاد الأوروبي من خلال مدينة بيربينيان الفرنسية، وبأسعار أقل من المتفق عليه . ولعل حرب الطماطم التي اشتعلت مؤخرا بين المغرب وإسبانيا ، ليست الأولى من نوعها بين البلدين الجارين، لكن ردود فعل المصدرين الاسبان تتميز هذه السنة بنوع من الحدة والوعيد والتهديد بالخروج إلى التظاهر في الشوارع العامة، وتنظيم مسيرات نحو العاصمة مدريد قبل نهاية الشهر الجاري، وكذلك وقفات احتجاجية كالتي دعت إليها فروع العديد من نقابات وجمعيات المزارعين والفلاحين والمصدرين الاسبان في كل من مدن ألميريا وإيليخيدو ومورسيا وفالنسيا، بهدف وضع حد لدخول مئات الأطنان من الطماطم المغربية إلى الأسواق الأوروبية . _كما قررت الجمعية الإقليمية للمقاولين ومزارعي ومصدري المنتجات الزراعية بألميريا "جنوبإسبانيا" في جمع استثنائي عقدته نهاية الأسبوع الماضي النزول إلى شوارع العاصمة الإسبانية . و شرعت خلال الأسبوع الجاري في تنظيم حملة إعلامية كبيرة لتعبئة جميع المقاولات والتعاونيات الفلاحية للمشاركة في هذه الخطوة التصعيدية، قصد الضغط على مجلس الاتحاد الأوروبي من خلال حكومة مدريد، وجعل المغرب يلتزم باتفاق الشراكة، الذي يجمعه بالاتحاد الأوروبي . و طالبت الجمعية الإقليمية للمقاولين ومزارعي ومصدري المنتجات الزراعية بألميريا اللجنة الأوروبية للفلاحة بتقوية مراقبتها للمنتوج المغربي من الطماطم وكذا ضبط أسعاره . ويشار في الختام أن سلطات مدريد تلتزم حاليا الصمت و تراقب عن كثب تطورات الوضع، بينما أبدت حكومة الأندلس دعمها لمطالب اللجنة الخاصة بمنتجي ومصدري الطماطم التابعة ل"فيبيكس" والتي ينضوي تحت لوائها عدد من التمثيليات النقابية الفلاحية .