انطلقت رسميا اليوم الجمعة بإسبانيا الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية السابقة لأوانها المقرر إجراؤها يوم 10 نونبر بمجموع التراب الإسباني . وحسب بيانات لمركز الإحصاء فإن ما يفوق 36 مليون من الناخبين الإسبان سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة منذ عام 2015 من أجل اختيار ممثليهم في البرلمان بغرفتيه ( 350 نائبا بمجلس النواب و 266 نائبا بمجلس الشيوخ ) والذي ستنبثق عنه حكومة جديدة بإسبانيا . وكان العاهل الإسباني الملك فليبي السادس قد وقع يوم 24 شتنبر الماضي على مرسوم حل البرلمان بغرفتيه ( مجلس النواب ومجلس الشيوخ ) والدعوة إلى انتخابات مبكرة وذلك بعد فشل الحزب العمالي الاشتراكي الذي فاز في انتخابات 28 أبريل في مفاوضاته مع باقي الأحزاب السياسية الأخرى في تشكيل الحكومة الجديدة . وخلال جلسة مجلس النواب ليوم 23 يوليوز لم يحصل بيدرو سانشيز المرشح الاشتراكي على الدعم الكافي لتنصيبه على رأس الحكومة إذ لم يحصل سوى على 124 صوتا فقط بعيدا عن 176 صوتا الضرورية لإعادة انتخابه . وتدخل الأحزاب السياسية الإسبانية بعد ما يقرب من شهر ونصف من حملة ما قبل الانتخابات ابتداء من اليوم في سباق نحو قصر لامونكلوا ( مقر رئاسة الحكومة ) من خلال تنظيم تجمعات انتخابية ولقاءات جماهيرية سيقدمون خلالها برامجهم الانتخابية من أجل استقطاب أصوات الناخبين . وستتنافس خلال هذه الحملة الانتخابية أهم الأحزاب السياسية الرئيسية في إسبانيا خاصة الحزب العمالي الاشتراكي ( يسار ) الذي يقود الحكومة الحالية ثم الحزب الشعبي ( يمين ) بالإضافة إلى حزب سيودادانوس ( وسط اليمين ) وكذا حزب ( بوديموس ) الذي يمثل أقصى اليسار فضلا عن حزب ( فوكس ) الذي يمثل اليمين المتطرف إلى جانب بعض الأحزاب القومية والوطنية الصغيرة خاصة بجهة كتالونيا وإقليم الباسك . وسيشهد الصراع الانتخابي بين الأحزاب التي تخوض غمار هذه الانتخابات السابقة لأوانها نقاشات وتجادبات ومواجهات حادة بسبب طبيعة المواضيع والقضايا المطروحة على المساءلة خاصة ما يتعلق منها بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والقضايا المرتبطة بالبيئة والصحة والشغل بالإضافة إلى الأزمة السياسية التي تعيشها جهة كتالونيا منذ مدة . وكانت نتائج آخر استطلاع للرأي أجراه مركز الأبحاث السوسيولوجية قد أظهرت أن الحزب العمالي الاشتراكي الإسباني ( يسار ) لا يزال يحتل المركز الأول من حيث نوايا التصويت وسيفوز خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل بنسبة 2 ر 32 في المائة من نوايا التصويت وهو ما يمثل ما بين 133 و 150 مقعدا بمجلس النواب مقابل نسبة 7 ر 28 في المائة و 123 مقعدا التي حصدها الحزب خلال انتخابات 28 أبريل الماضي . وكشفت نتائج هذا المسح الذي أجري خلال الفترة ما بين 21 شتنبر و 13 اكتوبر أن الحزب الشعبي ( يمين ) سيأتي في المركز الثاني بحصوله على نسبة 1 ر 18 في المائة من نوايا التصويت ( ما بين 74 و 81 مقعد ) بزيادة تمثل نسبة 5 ر 1 في المائة عن نتائجه خلال الانتخابات التشريعية . وجاء حزب ( بوديموس ) الذي يمثل أقصى اليسار في الرتبة الثالثة من حيث نوايا التصويت بنسبة 6 ر 14 في المائة ( ما بين 37 و 45 مقعدا ) وهي تقريبا نفس النتائج التي حققها الحزب خلال انتخابات أبريل الماضي في حين سيتراجع حزب ( سيودادانوس ) الذي يمثل يمين الوسط إلى المركز الرابع بنسبة 6 ر 10 في المائة من نوايا التصويت ( ما بين 27 و 35 مقعدا بمجلس النواب ) . أما حزب ( فوكس ) الذي يمثل أقصى اليمين سيحتل الرتبة الخامسة بنسبة 9 ر 7 في المائة من نوايا التصويت ( ما بين 14 و 21 مقعدا ) مسجلا بذلك تراجعا مقارنة مع الانتخابات التشريعية السابقة . وكان الحزب العمالي الاشتراكي قد فاز في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها التي جرت يوم 28 أبريل الماضي بنسبة 7 ر 28 في المائة من الأصوات و 123 مقعدا في مجلس النواب ( الغرفة السفلى بالبرلمان ) . لكن الاشتراكيين الذين لم يحصلوا على الأغلبية ( 176 مقعدا ) فشلوا في التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية الأخرى خاصة حزب ( بوديموس ) لتشكيل الحكومة مما فرض على إسبانيا العودة مجددا إلى صناديق الاقتراع في انتخابات مبكرة جديدة ستنظم يوم 10 نونبر الجاري .