تحرك مرصد حماية البئة والمآثر التاريخية بطنجة، لإيداع عريضة لدى رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة البشير العبدلاوي، ترمي لإدراج نقطة بجدول أعمال الدورة تتعلق بتثمين حدائق المندوبية، وذلك في إطار تفعيل القوانين المتعلقة بالحق في تنظيم العرائض والملتمسات. وثمن المرصد الإستجابة الفورية والتلقائية من مختلف الفاعلين والمهتمين في التوقيع على العريضة، موجهة رسالة للمنتخبين والمسؤولين على ضرورة التفاعل الإيجابي مع المبادرة صيانة للحدائق وتثمينا للمنطقة، التي اعتبرها المرصد منطقة يراهن على إمكانياتها المتفردة لتكون رافدا من روافد التنمية بالمدينة. وكان المرصد قد دعى لاجتماع للهيئات السياسية والمدنية بمدينة طنجة، حيث أجمع الحاضرون خلال الإجتماع على “الأهمية التاريخية و البيئية و الثقافية للموقع المذكور”، معلنين رفضهم “المطلق لكل مساس أو تشويه للحديقة و للمقبرة المسيحية و الإسلامية ، و ذلك لوقوعها ضمن النطاقات التاريخية للمدينة وهو ما يستلزم مسطرة خاصة، ناهيك عن الوضعية القانونية للعقار باعتباره أرضا وقفية”. واعتبرت الهيئات الحاضرة “أن توفير المعلومة الواضحة و الحقة هي من صميم واجبات الجهات الرسمية ذات الصِّلة”، مؤكدين على “أهمية الاستمرار في إحداث و تهيئة المرافق لفائدة الساكنة بما لا يمس ببيئة المدينة و موروثها التاريخي و الأثري”. المجتمعون أكدوا على “اعتزازهم و تثمينهم ليقظة المجتمع المدني بالمدينة و عموم الساكنة التي عبرت عبر فعاليات حضارية متنوعة، عن رفضها القاطع للإجهاز على حدائق المندوبية”، موجهين “دعوتهم المجلس الجماعي لطنجة بجميع مكوناته الى اتخاذ المتعين لاصدار مقرر جماعي يحفظ الحدائق التاريخية للمندوبية و يضمن تثمينها و تأهيلها”، وأيضا إلى “السلطات الولائية و المصالح الإدارية ذات الصِّلة للتفاعل الايجابي مع نبض الساكنة و احترام إرادتهم الراسخة في حماية تراثهم البيئي و التاريخي”. الهيئات الحاضرة أكدت على “بلورة خطوات اجرائية و عملية على ضوء نتائج اللقاءات السالفة الذكر”، وعلى “تنظيم خرجة بيئية للموقع المذكور كرسالة على تشبثهم بالفضاء المذكور مجالا للنزهة و الترفيه و إنعاش الذاكرة”. وفي النهاية “ثمن المجتمعون العمل النوعي الذي يقوم به المرصد، لاسيما من خلال حرصه على تكريس نموذج متفرد على المستوى الوطني في مجال متابعة الشأن العام. كما أكدوا على أن ملف البيئة و المآثر من الملفات التي تحضى بالاجماع لدى جميع المكونات الموقعة على الميثاق، و أن مقاربتها له تنطلق من الحرص على المصلحة العامة و القيم المشتركة التي تتجاوز الحسابات الضيقة و الرؤى القصيرة ، و عليه فهي ستواصل العمل و التنسيق و تجاوز كل الصعاب من أجل مدينة متصالحة مع تاريخها و معتزة بميراثها الأثري و البيئي”.