خلفت عمليات تسييج حدائق تاريخية في مدينة طنجة، تمهيدا لانطلاق ورش أشغال حفر وبناء مركن تحت أرضي للسيارات، استنفارا وسط الفعاليات المدنية والهيئات الجمعوية، التي تعنى بالدفاع عن المعالم التاريخية والمآثر التراثية وحماية البيئة، كما عمت حالة من الغليان في أوساط أبناء مدينة البوغاز، الذين انبروا عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي يحشدون ويعبئون لأشكال احتجاجية أملا في إنقاذ الموقف قبل فوات الأوان. وعلمت “أخبار اليوم” من مصادرها، أن مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، والذي يضم لفيفا من النشطاء المدنيين، وجه مراسلات مستعجلة إلى عدد من الجهات الإدارية المتدخلة في تدبير المجال الترابي، من بينهم كل من ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، وذلك عشية تنصيب الوالي الجديد محمد امهيدية، خلفا للوالي محمد اليعقوبي، الذي انتقل إلى العاصمة الرباط، واليا على عمالات وأقاليم سلاالقنيطرة. واستشاط النشطاء الحقوقيون في عاصمة البوغاز، غضبا عندما تناهى إلى علمهم وجود مخطط لبناء موقف تحت أرضي، على أنقاض حديقة المندوبية التاريخية، والتي توجد في مدخل المدينة العتيقة، قبالة ساحة 9 أبريل المعروفة ب “السوق البراني”، والتي تضم أشجارا معمرة نادرة، وتماثيل مسؤولين إسبان وإنجليز تعاقبوا على حكم طنجة، خلال فترة الإدارة الدولية عليها، حيث ما تزال قبورهم شاهدة على مرورهم، من بينهم الدكتور “سينارو cenarro”، الذي توفي سنة 1889، ولويس فورد الذي توفي سنة 1870. مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، سارع أيضا إلى مراسلة عمدة المدينة ورئيس الجماعة الحضرية، ورئيس مقاطعة طنجةالمدينة، معتبرين أن المرصد يتابع بقلق كبير، بدأ بعملية تسييج حدائق المندوبية، التي انطلقت خلال الأسبوع الماضي، في غياب تام لأي لوحة تشوير أو أي معلومة رسمية من الجهات المسؤولة حول هذا المخطط. وأعلن المرصد في بلاغ توصلت “أخبار اليوم” بنسخة منه، عقب زيارة ميدانية لأعضائه لعين المكان، ووقوفهم على أشغال تسييج حدائق المندوبية، وبعد إجرائه اتصالات مع المسؤولين لاستجلاء الحقيقة، (أعلن) رفضه القاطع لأي محاولة للمساس بهذا المتنفس الطبيعي، بالنظر إلى المميزات التاريخية للموقع الأثري للمنطقة الخضراء المذكورة، بحسب وصفه.