ذاك الماضي .. الذي عبث بمشاعرنا و تلاعب بخواطرنا،ما أبخل و أتعس….. من يعيش على الهامش الاستفاقة الذهنية و المعنوية .. الطريق الوحيد للانتقام من أيام الأوجاع ، السعادة هاجرة لديارنا .. لأننا لا نبذل جهدا لتحسين نوعية الحياة التي نعيشها المعاناة و مرارة الواقع ستلازمنا حتى النهاية .. فلا ينبغي أن نقترن إنسانيتنا بعار اليأس فاقدون للوعي و الرغبة و الإخلاص .. أنفاسنا لا تحمل شعلة و قلوبنا خاوية من كل طموح ، رحم الله ضمائرنا التي ماتت .. و أخلاقنا التي تلاشى بريقها ، المحن صارت عادية جدا …. و الأنانية حطّمت ما في أعماقنا من اخضرا اللامبالاة مكروهة شرعا و قانونا .. فكيف لنا أن نتمادى في ممارستها علانية ، الأجواء المغربية الحقّة قد تعود يوما أمنية غالية تراود أحلام الكثير من المغاربة الشرفاء الذين تربّوا بين أحضان المدينة و دفئها و شربوا من ينابيع مدارسها و تتلمذوا على نور مساجدها ، تلك الأمنية هي عودة الأجواء الرائعة التي كانت تسود المجتمع المغربي أيام زمان .. حيث كان المنزل الواحد تسكن فيه أكثر من خمس عائلات في وئام و حب .. كانت المعيشة في بلدتنا الطيبة متعة و عذوبة لا وصف لهما .. فهل صحيح أن النية .. الطهارة .. و الصدق يرحلون برحيل رموزهم ..؟ الواقع المغربي اليوم يؤكد ذلك .. لأننا نعجز عن معالجة مشاكلنا و همومنا و ما أكثرها في هذا الزمن الصّعب ..أخطأنا في فهم الحياة كما فهمها الاّباء و الأجداد رحمهم الله و جزاهم كل خير.. إعتقدنا أن الحياة معناها إستغلال كل الوقت لقضاء المصالح و الانشغالات الشخصية ..و ما أغبانا أيها الأحبة بعد فقدان الهوية و الطريق .. أوضاعنا تثير الشفقة و الشجن .. نطارد كل زائل و نعيش على الأوهام التي ملأت نفوسنا الظنون و الوساوس .. و أدخلت قلوبنا في حيرة و قلق .. و زينت يومياتنا بالأكاذيب و الألاعيب .. فأي فشل هذا الذي سكننا و ساعدته على تضاعفه في نفوسنا انعدام الرغبة في الخلاص و النجاة .. فعلامات اليأس و الانهيار مرسومة في معظم الوجوه .. و رغم كل ذلك فالمواطن المغربي مازال قادرا على صنع الانتفاضة لإزالة مظاهر الخيبة و الضعف و بداية مسيرة ايجابية جديدة مع أيامه القادمة باستغلاله كل الفرص و قد أثبتت العديد من التجارب أن الشخصية المغربية الحقيقية يكوّنها الخير الكثير و الإبداع الوفير .. تحتاج فقط إلى وثبة نفسية كبيرة للنهوض مجددا .. هذا هو الرّهان الكبير الذي ينتظرنا و لا يلزمنا إلا أن ننظر في تخطيطنا إلى أفق رحب و أن تكون لدينا روح الشجاعة و التحدي .. فهل سنفعل .. ممكن و من يدري ..