انطلقت صباح يومه الجمعة 28 أبريل 2017، الجلسة الافتتاحية لفعاليات الدورة الخامسة من المنتدى الدولي للمدن العتيقة، بمدينة العرائش، الذي يهدف إلى تسويق وتثمين النموذج الإفريقي، الذي يعتبر الطريق الأمثل والبديل لتحقيق التنمية الشاملة بصفة عامة وللنهوض بالتراث الثقافي والطبيعي المادي وغير المادي بصفة خاصة، وجعله قاطرة حقيقية للتنمية المستدامة، تحت شعار: "التراث المستدام؛ التمويل والحكامة". وقال محمد السفياني، رئيس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث، أن الشبكة المتوسطية تتوخى من خلال تنظيم هذا المنتدى لتقاسم مجموعة من الأفكار والتجارب الرائدة والخروج بتوصيات مهمة وعملية كإنشاء صندوق لدعم الاستثمار في مجال التراث وتأسيس شبكة مدن افريقية للثقافة والتراث، وذلك بمشاركة مجموعة من منظمات وجمعيات المجتمع المدني الفاعلة في مجال التراث والمحافظة على المدن العتيقة على الصعيد المحلي والوطني والدولي. وأشار السفياني، أن الشبكة منذ تأسيسها قبل ستة سنوات عملت ثمين التراث على إعداد مجموعة من الدراسات وإنجاز مجموعة من المشاريع والبرامج التنموية التي تهدف على المحافظة على التراث وتثمينه سواء كان ماديا أو لاماديا من أجل أن يصبح أداة للمساهمة في تنمية محلية وجهوية مستدامة. فيما هنأت فاطنة الكحيل، كاتبة الدولة الجديدة المكلفة بالاسكان، المنظمين على اختيار شعار هذه الدورة الذي يذكر بعمق التراث، ثالتراث لا يمكن أن يكون تراث إلا اذا كان مستداما"، التراث يوحينا إلى ضمير الأمم والحضارات بكل أجيالها. ونوهت كاتبة الدولة بالمكتسبات التي حققها المنتدى خاصة وهو يشتغل بمقاربة تعادل المقاربة المجالية المتنوعة الهدف منها ابراز التراث بكل هذه المدن، مشيرة إلى ضرورة التصدي للاشكالات المعيشية الحقيقية التي يعاني منها بعض الساكنة الاقليم و العمل على ايجاد حلول لها ودعم التقائية الجهود للفاعلين والحث على تسريع الوتيرة. وأضافت المتحدثة ذاتها ، "لابد من حماية هذه المدن العتيقة في محيطها العام بشكل عام، نحن مطالبون جميعا سلطات محلية منتخبون مجتمع مدني وزراة وصية كل من موقع وبمقاربة تشاركية ومطالبون بتكثيف الجهود لحماية المدن العتيقة من الاندثار في إطار برنامج التي سطرته الوزارة لتأعيل المباني الايلة للسقوط ". فيما أكد عامل إقليمالعرائش، المصطفى النوحي، في كلمته الافتتاحية لفعاليات المنتدى الدولي الخامس للمدن العتيقة، على طموحه الكبير في أن يتوصل هذا اللقاء إلى نتائج علمية وتوجهات واضحة ترتكز العمالية عليها في خطط تداخلتها المستقبلية وذلك من خلال الاستماع إلى مختلف التجارب الدولية للدول المشاركة لمعرفة أنماط التدخل بأفق واعي. وأضاف المتحذث ذاته، أن العمالة منفتحة على الخبرات والتجارب في مجال تكوين ، راجيا إلى التوصل إلى دفتر تحملات ودليل للأولويات وخطط عمل مشتركة من خلال الانصات الايجابي للتدخلات الناجحة في هذا المجال واتاحة الفرصة لبروز اقتراحات وخطط وبرامج عمل مرتبطة بالمدينة العتيقة وربطها بمحطيها السوسيو اقتصادي وثقافي. وأكد إلياس العماري في كلمته على أن الحفاظ على التراث، بمختلف تجلياته وتوظيفه في الاتجاه الصحيح، لا يحفظ فقط ذاكرة الشعوب والحضارات ليجعل حاضرها ومستقبلها امتدادا لإنجازات و تراكمات الماضي، وإنما هو أيضا رأسمال مادي ورمزي تتوارثه الأجيال، وإذا أحسنت الحفاظ عليه وتوظيفه في الإتجاه الصحيح، فإنه يصبح مصدر ثروة مادية تعود منافعها على المواطنين. داعيا، في ذات السياق، إلى ضرورة الاستافدة من تجارب الدول الرائدة للنهوض بمآثرنا التاريخية العريقة، وتعبئة الموارد المادية، ليس فقط لعقد الاجتماعات وتنظيم المناظرات والقيام بأبحاث علمية، وإنما لترميم الآثار وتهيئة المدن العتيقة وتدوين وتثمين تراثنا الشفوي؛ وأيضا لفتح المزيد من المعاهد الفنية والمتاحف التراثية والمسارح في جميع الأقاليم، وذلك بالنظر إلى السبق الذي حققته هذه الدول في جعل المآثر التاريخية والأحياء العتيقة والمتاحف والموسيقى العريقة وغيرها، مصدر إنتاج للثروة وإنعاش لفرص الشغل ومساهمة في رفع نسب النمو. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى توقيع اتفاقيات مع مؤسسات وطنية ودولية، وتكريم شخصيات أبرزهم مؤرخ المملكة عبد الحق المريني الذي نوه بالمجهودات التي تبذلها الشبكة للحفاظ على التراث المادي واللامادي . وموازاة مع فعاليات هذا المنتدى الدولي، نظم برنامج موازي أقيم فيه أنشطة متعددة ومتنوعة، من أهمها: تنظيم زيارات مؤطرة لفائدة الضيوف والمؤتمرين والمشاركين لأهم المعالم التاريخية بمدينة العرائش، وإقامة معرض للصناعات التقليدية والمنتوجات المجالية، ومعرض لصور المدن العتيقة والمعالم التاريخية، وكرنفال احتفالي بالمدينة، ودوري كرة القدم لفائدة أحياء المدينة القديمة وكذا معرض التذوق لفنون الطبخ المتوسطي والأفريقي، وستختم هذه الأنشطة الموازية، بتنظيم سهرة غنائية محلية وأخرى وطنية، تستقي فقراتها الفنية من الفن التراث المحلي والمتوسطي. وينظم هذا المنتدى تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس الذي تشرف عليه "الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة وتنمية التراث"، بتنسيق مع المجلس الإقليمي للعرائش وجماعة العرائش بشراكة مع ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة، وعمالة العرائش والمديرية العامة للجماعات المحلية، ووكالة تنمية أقاليم شمال المملكة، وجهة طنجةتطوانالحسيمة، والجمعية المغربية لرؤساء الجماعات المحلية وشركاء آخرين دوليين ووطنيين.