تابعت كل خطابات بنكيران، حينما كان يهاجم شباط يعزله عن "حزب الاستقلال"، و حينما كان يهاجم "لشكر" كان يعزله عن الاتحاد الاشتراكي، ولم يقل في حزبي الاستقلال والاتحاد سوءً طيلة هذه الولاية الحكومية. لكن في المقابل كان شباط لا يميز بين بنكيران والبجيدي، وكان لشكر لا يميز بين بنكيران والبجيدي، وكانا يقذفان القائد و الحزب، بالحجارة والطوب والطين دون تحديد للهدف، لانهما لم يكونا يمارسان السياسة، وكأنهما في خصومة طفولية في حارة شعبية. بنكيران، كان يفعل ذلك، لأنه يمتلك مشروعا، وهذا المشروع هو:"تشكيل حياة حزبية تملك قرارها" ومستقلة عن السلطوية، لانه يعرف من المستحيل ان ينجح حزب العدالة والتنمية، هذا الحزب الاكثر دمقراطية و استقلالية، من دون وجود أحزاب تشبهه، وسيجد البجيدي نفسه بعد كل فوز انتخابي في ورطة، سيتحالف مع احزاب لا تملك قراراتها، بل تدار "بالتليكومند" من الخارج. لكن في المقابل، شباط ولشكر لا يملكان مشروعا سياسيا، مشروعهما كان هو إسقاط بنكيران، وتشكيل حكومة من البام، ويكونا وزيرين في حكومة إلياس العماري. والآن، بنكيران حينما يطلب يد الاستقلال والاتحاد، ليس من اجل سواد عيون لشكر وشباط، بل من أجل إنقاذ حزبين على حافة التفكيك، واختطاف إرادتها واستقلالهما الحزبي، بنكيران لا يهمه الأشخاص بقدر ما يهمه الحزب، الفكرة المشروع المؤجل، بعد "كارثة البام". ولان بنكيران تهمه فكرة الاستقلال"حاز كل الدعم من القيادي الاستقلالي مولاي أحمد الخليفة" ولأن بنكيران تهمه فكرة الاتحاد :"حاز كل الدعم من الاتحادي حسن طارق". لو كان بنكيران حاقدا، وكان يشخصن المعارك السياسية لرفض أي تحالف مع الاستقلال والاتحاد، ولكنه ينظر إلى الأفق البعيد، ربما قد ينبعث جيل جديد من داخل الاتحاد و الاستقلال، يعيد الوضع إلى سابق عهده. أعتقد أن بنكيران سيتحقق حلمه، سيسخن كتفيه بحزب الاستقلال والاتحاد، لكن هل المعركة انتهت؟ المعركة المستمرة لأن التحديات كثيرة