طالب أكاديميون وأساتذة جامعيون بضرورة تطوير العلاقات المغربية البريطانية في إطار تنويع الشراكات، مسترجعين تاريخ العلاقات بين المغرب وبريطانيا، متجلية في العلاقات الدبلوماسية والبعثات التي أوفدها المغرب للدراسة في دول أوروبية وعلى رأسها بريطانيا. جاء ذلك خلال مشاركتهم في ندوة دولية نظمها تكوين الدكتوراه في الصحافة والإعلام الحديث بكلية اللغة والآداب والفنون جامعة ابن طفيل بالقنيطرة تحت عنوان "العلاقات المغربية البريطانية: شراكة استراتيجية في عالم متغير"، يوم السبت 14 دجنبر 2024.
وقال الأستاذ الجامعي، منسق الندوة الدولية، محمد هموش إن هذه "الندوة تهدف إلى استشراف آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين مع التركيز على الأبعاد الاستراتيجية التي يمكن أن تعزز مكانة المغرب كحليف إستراتيجي لبريطانيا في منطقة شمال إفريقيا".
وأضاف أستاذ التعليم العالي بكلية اللغات والآداب والفنون جامعة ابن طفيل بالقنيطرة أن العلاقات المغربية البريطانية تمتد لقرون طويلة وتحديدا القرن ال16، موضحا أن هذه العلاقات بدأت بالتبادل التجاري والدبلوماسي، مشيرا إلى الاتفاقيات البحرية والتجارية كأساس لهذه العلاقة خلال القرن ال17.
واستعرض أحمد بن على الريسوني، نائب مدير أرشيف شفشاون، قدم العلاقات المغربية البريطانية انطلاقا من البعثة التعليمية الحسنية إلى المملكة البريطانية، التي أرسلها السلطان الحسن الأول والمكونة من 15 طالبا، من أجل تحصيل علوم الهندسة والطب والحرب. وأشار الريسوني إلى أن السلطان مولاي الحسن الأول المعروف بالاهتمام بالعلوم والنهضة الفكرية أوفد أزيد من 300 طالب إلى دول أوربية هي بريطانيا وإسبانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا..، معتبرا هذه البعثات ضمن أهم الإنجازات الإصلاحية في عهده. بدوره، قدم الدكتور، بدر كنون، عرضا باللغة الإنجليزية بعنوان "أصداء فاس في مانشستر: التجار الفاسيون وتشكيل الروابط المغربية البريطانية"، موضحا أن هذه العلاقات عميقة في التاريخ، مشيرا إلى دور تجارة فاس في ربطها كما هو حال الطرق الصوفية وعرض الباحث مقالات صحفية كتبت في جرائد بريطانية تصف حال التجار المغاربة في تلك الحقبة، مقدما صورة لتدشين محطة قطار في بريطانيا سنة 1830 ويظهر فيها صور تاريخي على شكل أسوار مدينة فاس وذلك نظرا لتأثر مشيديها بالعمارة المغربية. وتحدث أمين صوصي علوي، باحث بسلك الدكتوراه بكلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عن بداية توجه المغرب نحو إرساء شراكة استراتيجية مع بريطانيا، مشيرا إلى وجود رغبة شعبية في التوجه إلى اللغة الإنجليزية، داعيا إلى إخراج هذا الأمر من قضية اللغة.
وأوضح الباحث في مجال البروباكاندا التطبيقية أن من النقط المشتركة بين المغرب وبريطانيا هو استعمالهما للقوة الناعمة في مجال العلاقات الدولية، مضيفا أن المغرب قد زاد من تقاربه مع الدول الأنجلوسكسونية في إطار تنويع الشراكات، مشددا على ضرورة الانفتاح على الجامعات والإعلام البريطانيين لقوتهما في العالم.
ورأى محمد ياسين محمدي، الباحث بسلك الدكتوراه في الصحافة والإعلام بجامعة ابن طفيل – القنيطرة، أن التعاون الأكاديمي بين المغرب وبريطانيا يعزز التعاون بين البلدين، مشددا على دور الصحافة في نشر قضايا التنمية المستدامة والفرص الاستثمارية في المغرب عند المستثمرين البريطانيين. وركز محمدي على الإعلام المتخصص في لعب أدور التقارب بين البلدين، منبها إلى دور اللغة والثقافة في هذا الصدد، داعيا إلى تطوير منتوج إعلامي في المستوى من أجل رسم صورة قوية للمغرب في أذهان البريطانيين، موضحا أن الإعلام الرقمي أصبح اليوم أداة من أدوات أساسية في تطوير العلاقات الدولية. من جانبه، استعرض الدكتور، يونس السباح، العلاقات المغربية البريطانية على عهد السلطان المولى عبد العزيز، موضحا أن هذا العهد اتسم بضعف المغرب، موضحا أن السلطان كانت له علاقات قوية بالجانب البريطاني. وأوضح السباح أن العلاقات المغربية البريطانية تتجلى في هذه الحقبة التاريخية في التجارة والحماية، مشيرا إلى البعثات التي شهدها هذا العصر، متوقفا عند الرحلة التتويجية إلى عاصمة البلاد الإنجليزية – 1902 التي ألفها الحسن بن محمد الغسال.