فجر الأحد، شهدت سوريا تطوراً كبيراً مع فقدان النظام السوري سيطرته على العاصمة دمشق، بعد سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على المدينة. يأتي ذلك بعد أكثر من ستة عقود من حكم حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي تولى السلطة عام 1963، وأكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد التي بدأت مع الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1970 واستمرت مع الرئيس الحالي بشار الأسد منذ عام 2000. منذ عام 2011، دخلت سوريا في دوامة من الاضطرابات السياسية والأمنية، بدأت باحتجاجات شعبية واسعة طالبت بالإصلاحات السياسية والحرية، قبل أن تتحول إلى نزاع مسلح طويل الأمد بين النظام والمعارضة. شهدت هذه الفترة تداعيات كبيرة على مختلف الأصعدة، مع سقوط آلاف الضحايا وتشريد الملايين داخل وخارج البلاد. في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت الأحداث مع تقدم فصائل المعارضة المسلحة في عدد من المناطق الرئيسية، حيث سيطرت على مدينة حلب في نهاية نوفمبر، وأحكمت قبضتها على محافظة إدلب بالكامل. كما تمكنت المعارضة من السيطرة على محافظة حماة يوم الخميس الماضي، وتقدمت نحو درعا، حيث بسطت سيطرتها على مركز المحافظة مساء الجمعة. هذه التطورات أسفرت عن انسحاب قوات النظام من دمشق، ما يمثل تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والعسكري السوري.