نظم المركز الوطني للدراسات والأبحاث القانونية والقضائية بالقصر الكبير، مساء يوم الخميس 15 يونيو 2023، قراءة و توقيع كتاب "دفاعا عن المحاكمة العادلة: دور المحامي بين التأصيل المعرفي والتمكين العلمي" للنقيب الرئيس عبد الرحيم الجامعي، بمشاركة نخبة من رجال الفقه والقضاء والقانون، وبحضور شخصيات من القضاة والمحامين والطلبة والباحثين والمجتمع المدني والمهتمين. النشاط الذي احتضنته القاعة الكبرى بالبلدية، ترأس جلسته العلمية الأستاذ الحقوقي ادريس حيدر، المحامي بهيئة طنجة، الذي شكر المركز على تنظيم النشاط للاحتفاء بمحامي من العيار الثقيل، كرس حياته لخدمة العدالة على جميع مستوياتها، وسجل حضوره اللافت في جميع التظاهرات الفكرية، والندوات العلمية وكتاباته في الصحف والمجلات، كلها تؤكد انشغالات الرجل بقضايا العدالة وبقضايا الوطن، للمساهمة في نشر الثقافة والمعلومة القانونية والقضائية. الأستاذ عبد الرزاق الجباري ، رئيس نادي قضاة المغرب و الفقيه القانوني، استهل مداخلته بتقديم ورقة تعريفية بالمؤلف، الذي يعتبر من المؤسسين الأوائل لهيئة المحامين بالقنيطرة، ومؤسس المجلة العلمية الاشعاع لهيئة المحامين بالقنيطرة، حاول من خلال الكتاب التعريف بالمحاكمة العادلة وشروطها، معتبرا أن المحاكمة العادلة تعني مجموع الضمانات المنصوص عليها في القانون المغربي أو في بعض المعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب … ومن أهم الضمانات الحق في الدفاع، وأضاف بأن الكتاب ينهل من مصادر قانونية و حقوقية و فقهية مختلفة ، ويعرض تجربة رائدة دامت لخمسين سنة ، وهو كتاب تعليمي و توجيهي للمحامين الشباب لما يتضمنه من وثائق و مرافعات، و لما يطرحه من إشكالات و استنتاجات و اقتراحات حول المحاكمة العادلة. وبدوره الأستاذ محمد زريولي المحامي بهيئة طنجة، أشاد بالكتاب الذي يتكون من 656 صفحة، قسمه صاحبه الى ستة أقسام، وفق ضوابط وقواعد منهجية محكمة ومنسجمة، يختزل تجربة رائدة دفاعا عن المحاكمة العادلة، والتي من أهم ضماناتها الحق في الدفاع، مبرزا دور المحامي في تحقيق المحاكمة العادلة، معززا ذلك بنماذج عملية ترصد كيفية التعامل مع الإجراءات الجنائية والمذكرات الدفاعية والملتمسات وغيرها من الإجراءات الكفيلة بتحقيق الغاية الأسمى في منظومة العدالة، ألا وهي المحاكمة العادلة. الرئيس الجهوي لنادي قضاة المغرب بتطوان، المستشار محمد المنصوري، اعتبر الكتاب من المبادرات النادرة التي توثق لتجربة المؤلف في مهنة المحاماة، والتي حاول من خلالها إبراز حدود وضوابط وشروط وتصور المحاكمة العادلة، واصفا المحامي بالجندي المسلح بالقوانين في ساحة المحاكمة العادلة، ومشيرا الى حق المواطن في المحاكمة العادلة التي نص عليها دستور 2011، وما يميز الكتاب بضيف المنصوري هو تضمينه لمرافعات ثمينة تجاوزت صفحات البعض منها 50 صفحة. محمد رضى الزكاف الطاهري، عضو مجلس هيئة المحامين بطنجة، تطرق في قراءته لأهمية الكتاب، الذي يهدف الى ترسيخ الدور المهني للمحامي، يتضمن مسار وتجربة الأستاذ النقيب المحامي والحقوقي الوطني المؤمن برسالته في الدفاع عن المحاكمة العادلة، وهو كتاب يجمع ما بين الحقوقي والقانوني، يوثق لجزء من المحاكمات الشهيرة في تاريخ المغرب، أغنى به الخزينة القانونية المغربية لما يتضمنه من وثائق توجيهية للمحامين الجدد. المحتفى به النقيب الرئيس عبد الرحيم الجامعي، تقدم في مداخلته بالشكر الجزيل للجهة المنظمة ولجميع المتدخلين، معتبرا موضوع المحاكمة العادلة من المواضيع التي لازالت الكتابات فيها قليلة، مؤكدا أن القضاء هو الضامن للمحاكمة العادلة، مبرزا دور المحامي والقاضي في المحاكمة العادلة ومسؤولية كل منهما، وطالب بتوثيق تاريخ القضاء والمحاكمات بالمغرب للاستفادة منها من طرف الطلبة والباحثين. وعن الكتاب أضاف بأنه قدم بخلفيات مهنية مستوحاة من تجربته في مجال الدفاع، حاول من خلالها ابراز دور المحامي في المحاكمة العادلة، في ضوء الفقه القانوني والبحث الأكاديمي، والأنظمة القانونية والقضائية بمدارسها التقليدية والمعاصرة. برنامج الحفل استهل بكلمة ترحيبية للدكتورة نجوى بكور، رحبت من خلالها بالضيوف، وذكرت بسياق اللقاء و أهدافه، وبدوره الدكتور عزيز العروسي رئيس المركز الوطني للدراسات والأبحاث القانونية والقضائية بالقصر الكبير شكر ضيوف اللقاء على مشاركتهم وتقاسم تجاربهم، و الحضور الكريم على تلبية الدعوة للاحتفاء بالأستاذ النقيب الجامعي، المحامي، المناضل والحقوقي الوطني المؤمن برسالته في الدفاع عن المحاكمة العادلة ، و اختتم النشاط بتوقيع الكتاب و توزيع هدايا و شواهد تقديرية للمشاركين .