بمركز جماعة أحد الغربية، رأت "دار الأمومة"، الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، النور في مارس سنة 2020 لتكون مركزا للعناية الطبية والاجتماعية بالنساء القرويات الحوامل قبيل وبعد الوضع. وتعد "دور الأمومة" هاته، الواقعة على بعد 38.5 كلم جنوبطنجة و 13.5 كلم شرق أصيلة، مؤسسة اجتماعية فاعلة في النهوض بأوضاع النساء في العالم القروي، حيث تسهر على خدمات صحية للقرب لفائدة الحوامل والأمهات المرضعات القاطنات بقرى نائية بعيدة عن المراكز الصحية والمستشفيات الواقعة بعمالة طنجة-أصيلة. ويندرج المشروع ضمن برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث استفاد في هذا الإطار من دعم مالي بقيمة 223 ألف درهم لإنجاز أشغال التهيئة والتجهيز، ومن دعم 250 ألف درهم للتسيير برسم سنتي 2020 و 2021. وجاء المشروع ليسد الخصاص الحاصل في المنشآت الصحية الموجهة للنساء الحوامل بالوسط القروي لعمالة طنجة – أصيلة، وبالتالي تمكين هذه الشريحة من المجتمع من الحصول على خدمات صحية للقرب وعلى العناية الطبية والتكفل الاجتماعي دون عناء التنقل إلى المستشفيات. بالفعل، تعمل المؤسسة على تكريس قيم التضامن التي تحث عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ تندرج في إطار الجيل الجديد من البنيات التحتية المبرمجة من طرف المبادرة في مرحلتها الثالثة، والرامية إلى توفير تتبع أفضل لصحة الأم، وللأطفال حديثي الولادة، وتحقيق ولادة آمنة وخاضعة للمراقبة والتتبع الصحي. وأبرزت فتيحة العروسي، رئيسة جمعية "فرصة" للمرأة القروية، المكلفة بتسيير دار الأمومة أحد الغربية هذه، أن المؤسسة تستقبل النساء الحوامل اللواتي يستفدن من الفحوصات الطبية والتتبع المتواصل قبل وما بعد الولادة، موضحة أن طاقما تمريضيا مكونا من ممرضتين متخصصتين في التوليد وإطار إداري يسهر على استقبال والعناية بالنساء المرتفقات للمؤسسة. وألحت المسؤولة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أن الدار مفتوحة للنساء القرويات في إطار المساهمة في جهود إدماج المرأة القروية وإعطائها ما تستحق من اهتمام وعناية كقرينتها بالوسط الحضري، مبرزة أن النساء الحوامل، خاصة البعيدات عن مركز أحد الغربية، يمكنهن القدوم قبل وبعد الولادة للإقامة في الدار والحصول على الرعاية عوض التنقل في ظروف مناخية قد تكون قاسية نحو المراكز الصحية. واعتبرت المتحدثة أن الوقع الاجتماعي لدار الامومة على المجتمع المحلي كان "كبيرا"، إذ فضلا عن رعاية ومواكبة النساء الحوامل، تقوم المؤسسة بسلسلة من الأنشطة والحملات التحسيسية والصحية والاجتماعية لفائدة النساء القرويات، منوهة بدور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم النساء القرويات بعمالة طنجة – أصيلة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لدار الأمومة 10 أسرة، حيث تقدم للنزيلات فحوصات طبية ودعما اجتماعيا ونفسيا وتغذية مناسبة ومتوازنة خلال فترة الحمل وبعدها، كما تعقد ورشات للتحسيس بأهمية الاهتمام بصحة المرأة والطفل. من بين الخدمات الطبية المقدمة في دار الأمومة، التي بلغ عدد المستفيدات منها منذ افتتاحها 105 امرأة، يتم فحص النساء الحوامل يدويا والقيام بالفحص بالصدى (إيكوغرافي) وقياس ضربات القلب والضغط الدموي، ووزن الرضع. في آراء استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، عبرت المستفيدات عن ارتياحهن لافتتاح هذه المؤسسة لمواكبة النساء الحوامل والمرضعات من أوساط قروية فقيرة، مبرزات حسن الاستقبال وجودة الخدمات الطبية والاجتماعية المقدمة في دار الأمومة.