إحداث «دار الأمومة» لتشجيع النساء الحوامل على الولادة في ظروف جيدة افتتحت نهاية الشهر الماضي، جمعية باني لمساندة المؤسسات الصحية ومساعدة المرضى، بإقليمتيزنيت، «دار الأمومة» بمدينة تيزنيت.. ويهدف هذا المشروع «دار الأمومة» لبناء وتجهيز وتوفير المعدات وإنجاز بنيات استقبال في المستوى لاستضافة النساء القرويات خلال فترة ما قبل الولادة، وكذا استقبالهن خلال الفترات المتأخرة من الحمل وبعد الولادة مباشرة. وتسمى هذه البنية «مركز فترة ما حول الولادة» وهي جزء من البرنامج المتمحور حول صحة الأم والطفل، وهو برنامج في قلب الأهداف المحورية لجمعية باني التي تتمثل مهمتها في التنمية الصحية بالإقليم. ويتميز إقليمتزنيت بنقص في التجهيزات الصحية وفي الأطر الطبية وشبه الطبية،كما أن معدل وفيات الأمهات فيه كبيرا. وقد أبرزت حافلة التوليد التابعة للجميعة والتي تجوب مختلف مناطق الإقليم بانتظام مند سنة 2003، أن من الأسباب المركزية لوفيات الأمهات يكمن في عدم وجود بنيات مؤهلة لاستقبال النساء القرويات قبل الوضع إلى جانب نقص الوعي بالمخاطر التي قد تنجم عن مضاعفات التوليد في غياب بنيات مجهزة ومؤطرة طبيا لاستقبال المرأة والمراقبة الطبية لمراحل الحمل، إذ أن الطابع القروي السائد بالإقليم والمتميز بتشتت التجمعات البشرية ووعورة المسالك والعزلة، هي من العوائق الرئيسية التي تحول دون رصد ومراقبة القرويات الحوامل قبل الولادة، و الولادة في المستشفى في ظروف جيدة. وقد بادرت جمعية باني إلى وضع برنامج الأمومة الآمنة وجعلت نصب عينيها واحدا من أهدافه ألا وهو المساهمة قدر الإمكان في خفض معدل الوفيات الأمهات بالإقليم. ويتضمن برنامج «دار الأمومة» دعم مجهود توفير وحدات التوليد في المراكز الصحية ببوادي الإقليم لتشجيع الولادة في ظروف آمنة بالنسبة للأم. وقد بني المشروع على مساحة 182متر مربع بكلفة إجمالية قدرها 651 ألف درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 200 ألف درهم، فيما ساهم المجلس الإقليمي ب 150 ألف درهم. المشروع من طابقين، يضم السفلي: قاعة للاستقبال، وقاعة للاجتماعات وقاعة للفحص، بجانب مرافق صحية ، فيما الطابق الأول يضم 3 غرف مجهزة لاستقبال النساء الحوامل، وقاعة للعناية بالمواليد ومرافق صحية. وتم بناء القبو من طرف الجمعية، وتجهيز المركز بشراكة مع جمعيات دولية، فيما يتم حاليا استكمال أشغال بناء الطابقين الثاني والثالث بشراكة مع المجلس الجهوي سوس ماسة درعة. وسيخصص الطابق الثاني عند اكتمال أشغاله لاستقبال مرضى القصور الكلوي القاطنين خارج مدينة تيزنيت في انتظار عمليات التصفية التي يستفيدون منها بمركز باني لتصفية الدم. وقد أسست جمعية باني لدعم المؤسسات الصحية في بداية مارس سنة 1998 وكانت مهامها الأولى بناء وتجهيز وإدارة مركز تصفية الدم وأمراض الكلي بمدينة تيزنيت بشراكة مع وزارة الصحة، وهو المركز الذي تم افتتاحه سنة 2000. لتتطور بعد ذلك اهتمامات الجمعية ولتؤسس بعدها برنامج الأمومة الآمنة. وتتوفرالجمعية على حافلة مخصصة لصحة الأم والطفل تجوب بوادي الإقليم بشراكة مع مجموعة من الجمعيات الفرنسية من منطقة سان دوني بالضاحية الفرنسية. وقد أنشأت جمعية باني «دار باني» للتوعية الصحية والاستقبال سنة 2007، وهي بناية مجهزة لاستقبال أنشطة الوقاية والتوعية الصحية. وقد نظمت بها العديد من الحملات الطبية لفائدة ساكنة الإقليم، من بينها حملة لصحة الفم والأسنان وحملة للتوعية والوقاية من سرطان الثدي، أمراض تجلط الدم، ومرض السكري ...وكانت آخرها دعوة فريق من الأطباء الأجانب من مختلف التخصصات لإجراء سلسلة من التحاليل لفائدة السكان من أجل حياة سليمة وغيرها...