تناول مقال صحفي في "جريدة الطاقة" الإسبانية موضوع استيراد إسبانيا للطاقة الكهربائية من المغرب بعدما افتتح محطة آسفي للطاقة الحرارية، وقد جاء فيه أنه في مجال الطاقة، لم تكن إسبانيا بحاجة إلى المغرب على الإطلاق، بل على العكس تماما، حيث يوجد بين البلدين اتفاقيتان كهربائيتان تقوم بموجبهما إسبانيا بتصدير الكهرباء إلى الدولة المجاورة. ولكن منذ ديسمبر 2018، تغير ميزان الربط البيئي، وأصبح المغرب الآن هو الذي يصدر الكهرباء. وإذا طرح السؤال لماذا؟ سيكون الجواب أن السبب يكمن في الأسعار وأن هذه هي الطريقة التي يعمل بها السوق، فعندما يكون السعر أرخص في إسبانيا فإنها تصدر، وعندما تكون في بلد آخر تشتري إسبانيا الكهرباء بأرخص سعر ممكن. وأوردت الصحيفة أنه من الناحية التاريخية، كان التوازن مع المغرب سالبًا لصالح إسبانيا دائما، ولكن منذ ديسمبر 2018 تغير الوضع حيث أصبح المغرب قادر على إنتاج الطاقة بأسعار رخيصة وتصدير الكهرباء إلى إسبانيا. وحسب الجريدة ذاتها، فإن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي بدأ فيه المغرب بتشغيل محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم بقدرة 1.4 جيجاوات والتي تمكن من إنتاجها بأسعار تنافسية، وذلك راجع لأنه غير مقيد بنظام ETS الأوروبي لحقوق انبعاثات الكربون، وبالتالي فإن إنتاجه الحراري أرخص بكثير من النظام الإسباني، وهذا هو السبب الذي يجعل إسبانيا تشتري الآن الكهرباء من المغرب من محطة الطاقة الحرارية هذه، فبمجرد ما مرت إسبانيا لعملية إزالة الكربون من اقتصادها، بدأت في شراء الكهرباء الملوث من الدولة المجاورة، متسائلة "ماذا سيقول الشركاء الأوروبيون عن هذا؟". وتقول الصحيفة إن إسبانيا في المراحل الأخيرة لمنع تعدين الفحم، فهي تبرمج لإغلاق محطات الطاقة الحرارية في الفترة ما بين 2020-2025، حيث تم إغلاق جزء كبير من المصانع في عام 2020 إذ تخلت مصانع Compostilla و Andorra (Endesa) و Lada و Velilla (Iberdrola) ومصانع Naturgy الثلاثة عن الإنتاج الحراري باستخدام الفحم في منتصف هذه السنة. وحسب مقال الصحيفة فإن الحكومة تعمل على انتقال عادل يتم من خلاله وضع خطط تنشيط مختلفة للمناطق المتضررة بمساعدة مئات الملايين من اليورو، لكن بينما تحاول الحكومة تلميع صورتها داخليا فإنها في الخفاء تقوم بشراء الكهرباء الملوث من الجار المغرب الذي يطور اقتصاده بذلك. وقالت الجريدة أن الأمر يتعلق بمحطة آسفي للطاقة الحرارية التي بدأ تشغيلها في شهر ديسمبر 2018، بقدرة 1386 ميغاواط وتتضمن وحدتين بقدرة 693 ميغاواط لكل منهما، ويتوقع أن سيصل إجمالي إنتاجها إلى 10000 جيجاوات ساعة مستقبلا. وأضافت أنه قد تم إطلاق هذا المشروع من قبل مجموعة من الشركات الكبيرة من حجم Engie أو Mitsui حيث تجاوزت استثماراتها 2500 مليون أورو، وتتوفر هذه المحطة على أحدث التقنيات، ومن المتوقع أن تنتج 25٪ من الطلب على الكهرباء في المغرب.