المغرب و في سابقة من نوعها تمكن و في لعبة واحدة، أن يضرب عدة عصافير بنصف حجرة، أو كما يحلو للمتفرنسين تسميته ب manque à gagner، مع تسجيل لأهداف مركزة على العديد من الخصوم، نجملها في النقاط التالية: – أولها: فضح النظام الجزائري الذي كان يسوق على نفسه، أنه يقف في موقف الحياد من ملف الصحراء، وأنه نظام ديموقراطي ويساعد الشعوب المستضعفة. – ثانيها: إظهار الأوجه الخفية للحكومة الإسبانية، التي ما فتئت تحرك من وراء الستار وتلعب بقضية حيوية لشعب جار صديق و حليف، حيث بين بالواضح ضعف النظام القضائي و السياسي لهذه الدويلة التي تعتبر نفسها من أسياد العالم و هي في الواقع جد ضعيفة، في حين أظهرت الأيام أن ترتكز اقتصاديا على رمال متحركة. بالإضافة إلى جعل موانئها الجنوبية تظهر و كأنها أرض خلاء و كأن إسبانيا في حالة حرب، و كأن الزومبي مروا من هناك، بعد الضربة الموجعة التي وجهتها المملكة الشريفة "للجارة" الإيبيرية. – ثالثا: جعل ألمانيا و هي دولة ذات سيادة و قوة اقتصادية، ترضخ لمطالب المغرب، أجل المغرب، و لكن بمساعدة أمريكا، وإشهار هاته القوة على أنها تخضع لسيدها الأقوى و هي أمريكا. – رابعا : موريتانيا التي تعتبر نفسها رقم في المعادلة، أصبحت رقما لا يعتد به بل رقم يلعب به لصالح من هو أقوى، موريتانيا لم تستطع حتى الدفاع عن ما سمته الكويرة موريتانية، أو ميناء الداخلة المرتقب الذي سيجعل من ميناء نواذيبو بدون عنوان، موريتانيا التي تتغذى من ما يقدمه المغرب حيت أن 48% من وارداتها من الغذاء من المغرب وأن حملة التلقيح ضد كورونا هي عبارة عن تبرع من المغرب. – خامسا: السماح لمغاربة الخارج بالرجوع إلى بلدهم و فتح المطارات و استقبالهم بجميع أنواع الأهازيج و تمكينهم من امتيازات مادية، على أن يعودوا محملين بما كنزت أيديهم لمدة عامين، و تحريك الاقتصاد و إعادته إلى السكة بفضل العملة الصعبة التي سيجلبونها معهم. -سادسا: جعل الطائرات التابعة للخطوط المغربية تشتغل و تعيد تدوير محركاتها و إعادة الأطقم العاملة إلى الخدمة و تحريك المرتبات. -سابعا: فتح ممر بحري جديد مع دولة جديدة و ما يترتب عنه من تبعات اقتصادية إيجابية، البرتغال بدل اسبانيا، جعل البرتغال مستفيدا من ما كان يقدمه المغرب لاسبانيا الدولة العدو.