عرفت مدينة تطوان خلال الأسابيع الماضية عملية تأهيل بعض الشوارع الرئيسية أهمها شارعي محمد الخامس والمقاومة، والملاحظة الرئيسية التي يمكن الخروج بها من هذه العملية بالإضافة إلى تصفيفه بالأحجار، هو ارتفاع عدد الأعمدة الكهربائية التي تتم في صفقات محددة وبطريقة معينة حسب الشركة المحظوظة. ارتفاع عدد الأعمدة الكهربائية على مستوى ولاية تطوان، اعتبر بمثابة أكبر خدمة تقدمها الجهات المسؤولة لشركة أمانديس، إذ تبقى هي الأكثر استفادة بالنظر إلى ارتفاع معدل استهلاك الإنارة العمومية. ويرى أحد العارفين بخبايا الإنارة العمومية، أن الأعمدة الكهربائية التي تم تصفيفها وخاصة بشوارع الوحدة و10 ماي ومحمد الخامس والمقاومة لم تتم باحترام كبير للمعايير، ذلك أن المسافة بين عمود وآخر قصيرة جدا. ويرى ذات المتحدث أن كل ما زاد ارتفاع عمود الكهرباء إلا وازدادت مساحة الإضاءة على مستوى الجانب الأيمن والأيسر، مشددا على أن وضعية الأعمدة المستعملة وارتفاعها لا تسمح بهذه الإضاءة لكونها قصيرة. وأضاف ذات المتحدث أن ارتفاع عدد الأعمدة الكهربائية بشكل غير مسبوق في تاريخ مدينة تطوان، ليس برئيا ولا يدخل فقط في تنمية المجال بالمدينة، بل يخفي في طياته الكثير من الخبايا التي لا يعلمها إلا أولي الأمر، ومن بينها خدمة مصالح اللوبي الفرنكفوني بالمغرب ومن بينها شركة " فيوليا " عبر فرعيها " أمانديس " و" ريضال " المخول لهما تدبير قطاع الماء والكهرباء بعدد من مدن المملكة. وطالب المتحدث مسوؤلي الجماعة الحضرية لتطوان اعتماد آلية تقنية تتحكم في إشعال وإطفاء المصابيح وخاصة بعد ساعة الذروة ( 10 ليلا في فصل الشتاء و12 ليلا في فصل الصيف ) من خلال إطفاء عمودين من بين أربعة أعمدة، على مستوى وسط المدينة وعمود من بين ثلاثة على مستوى الشوارع الكبيرة والطريق الدائري وذلك لترشيد النفقات، وإلا ستجد الجماعة الحضرية نفسها أمام عجز مالي خلال السنوات المقبلة. ومن شأن ارتفاع عدد أعمدة الكهرباء العمومية استنزاف مالية الجماعة التي ستجد نفسها أمام ارتفاع صاروخي في فواتير الاستهلاك، ومساهِمة بشكل فعال في الرفع من مداخيل " أمانديس " التي ستؤدى من أموال دافعي الضرائب.