تعيش مكونات نادي اتحاد طنجة لكرة القدم، وضعا غير مسبوقا جراء الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها الفريق، والتي أدخلته بلا شك دوامة النتائج السلبية، رغم قيام النادي بجلب انتدابات مهمة، لها خبرة كبيرة في البطولة الوطنية الإحترافية لكرة القدم، خصوصا أن عددا مهما منهم لعبوا لأندية كبيرة مثل :"رضى الجعيدي وجلال الداودي وأنس المرابط واسماعيل خافي وغايا مرباح…"، وغيرهم من اللاعبين. أزمة نادي اتحاد طنجة، لا يمكن حصرها أو إختزالها في أزمة تسيير وتدبير النادي فقط، بل هناك أزمة حقيقية تتمثل في ضعف الدعم المالي للنادي من طرف عدد من الجهات والمؤسسات المستثمرة بالمدينة، والتي من المفروض أن تكون داعمة للنادي، حتى يستعيد الفريق بريقه ويحقق نتائج تكون في مستوى تطلعات الجماهير الهرقلية الغفيرة والعاشقة للكيان الأزرق. نادي اتحاد طنجة الفريق الأول للمدينة، يعيش غدرا حقيقيا من طرف غالبية المنعشين العقاريين، فإذا كان عدد قليل من المنعشين العقاريين قد قدموا مرارا دعما ماليا متكررا للنادي، فغالبيتهم لم يقدم أي شيء يذكر، كما أن البعض منهم كان يقدم الدعم محاباة للوالي السابق لجهة طنجةتطوانالحسيمة، الرجل الأول بالمدينة "محمد المهيدية"، الذي أولى اهتماما غير مسبوق للنادي. عدد مهم من رجال الأعمال بمدينة طنجة، والذين يجنون أموالا طائلة من إستثماراتهم في عدد من المجالات، من بينها قطاع النسيج والصناعة، يديرون ظهرهم كالعادة للنادي، خصوصا بعد رحيل الوالي المهيدية، وهو الأمر الذي يتسبب في أزمة مالية خانقة، جعلت النادي غير قادر على تسديد مستحقات وأجور اللاعبين بشكل مستمر وهو ما اتضح جليا خصوصا أمام الإضرابات المستمرة للاعبين المطالبين لحقوقهم، وهي الإحتجاجات التي إعتبرها العديد من عشاق النادي بالعادية والطبيعية، لأن لهؤلاء اللاعبين واجبات تنتظرهم. إن حجم التكلفة المالية لتسيير ناد كبير من حجم مدينة طنجة كبيرة جدا، فالدعم المالي للمؤسسات المنتخبة رغم أنها مهمة إلا انها تبقى ضئيلة جدا، ولا تمثل ثلث مصاريف النادي، خصوصا أمام استمرار إغلاق ملعب طنجة الكبير في وجه الجماهير بسبب الإصلاحات التي يخضع لها، الأمر الذي يحرم النادي من مداخيل مالية مهمة. إنه لمن الصعب الحكم بالفشل على المكتب المسير الحالي، الذي يرأسه "محمد الشرقاوي"، رغم عدم تجانسه في الأونة الأخيرة، ورغم عدم تحمل البعض منهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، خصوصا في ظل الأزمة المالية الخانقة، والتي جعلت من ما تبقى من أعضاء المكتب المسير الحالي، يفكر فقط في الحل الفوري للأزمة المالية الخانقة، دون الإهتمام بهيكلة النادي وبوضع استراتيجية للمدى المتوسط والبعيد، حتى يستطيع الفريق أن يقارع الكبار. فعلى ما يبدوا أن الوالي الجديد "يونس التازي"، مطالب رغم حداثة تنصيبه كوالي للجهة وكرجل أول للمدينة، ببدل مجهود مضاعف حتى يتمكن النادي من تجاوز المحنة التي يعيشها، خصوصا أن الرجل سبق له وأن لعب دورا محوريا في مساعدة نادي أتليتك المغرب التطواني لحل عدد من الأزمات التي عاشها حينما كان عاملا على إقليمتطوان، فهل يفعلها الرجل ويعيد البسمة على محيا عشاق النادي؟ تم نسخ الرابط