على عكس العلاقة التي تربط سكان شمال المغرب مع المستعمر الاسباني سابقا لشمال البلاد، والتي لا تصل لمرحلة الكراهية أو الحقد، بقدر ما تتراوح بين التنافس وحسن الجوار، أظهرت المباراة النهائية لكأس العالم في قطر مستوى الكراهية الذي يكنه المغاربة للمستعمر السابق لبلدهم فرنسا. فأغلب المقاهي والفضاءات التي نقلت مباراة اختتام النسخة الافضل من كاس العالم، كان الجمهور المغربي دون استثناء مشجعا لرفاق ميسي، ويتمنى الهزيمة للفرنسيين حتى ولو لم يكن الهدف التعاطف مع ميسي او تخليد ذكرى مارادونا. كل هؤلاء المهاجرين في منتخبها دليل على استمرارها في استغلالنا سألت طفلة والدها الشاب، لماذا نشجع الارجنتين، مع ان لاعبي فرنسا اغلبهم أفارقة مثلنا.. اجابها، وان كنا متعاطفين مع اهلنا المهاجرين الأفارقة الذين يلعبون لفرنسا، لكننا لم ننسى ما فعلته باجدادنا ووطننا فرنسا، فرنسا يا ابنتي قتلت وسفكت ونهبت بلداننا بل لازالت تنهبنا وتشرد اهلنا، وما وجود كل هؤلاء المهاجرين في منتخبها الا دليل على استمرارها في استغلالنا. اغلب لاعبي فرنسا من أبناء المهاجرين الافارقة فرنسا يا ابنتي قتلت آلاف المغاربة ومثلهم من الافارقة، استعمرتنا بالحديد والنار ونكلت باجدادنا سفكا وسجنا ونفيا… لذلك نكرهها يا ابنتي. لا يمكن لابتسامات صفراء وشعارات سياسية ان تضمد جرحا لازال ينزف ورغم مضي نصف قرن على خروج فرنسا من المغرب واستحقاقه الاستقلال الذي جاء بفضل تضحيات جسام قدمها المغاربة، إلا أن غصة الحقد على فرنسا لازالت عالقة لدى المغاربة، خاصة أنها لم تقم بمجهود للاعتذار والتعويض يشفع لها لدى الأجيال اللاحقة. التاريخ لا يرحم وذاكرة الشعوب لا يمكن محوها، ربما كانت مجرد لعبة لكرة القدم، لكنها عكست موقفا شعبيا راسخا في وجدان المغاربة الذين لم ينسوا ولا يمكن لابتسامات صفراء وشعارات سياسية ان تضمد لهم جرحا لازال ينزف. تم نسخ الرابط