إن البحث في هذا الموضوع يتطلب من الباحث التحلي بالموضوعية العلمية، والابتعاد عن تمجيد الذات ، ذلك أن المشكلة موضوع الدراسة يتحمل المسؤولية فيها المسلم كما يتحملها الآخر – غير المسلم-، لذا فنحن نحتاج في هذا المقام إلىممارسة نوع من النقد الذاتي، حتى نتعرف على مكامن الخلل، فنتعاطى الدواء المناسب دون أن نتسبب في قتل أنفسنا أو قتل الآخرين. إن علاج أي مرض كيفما كان، يحتاج إلى تشخيص دقيق، ومتابعة مستمرة، فتلك هي الخطوة الأولى في طريق البحث عن العلاج ، ولئن كان هذا المعنى مجمعا عليه لدى جل المتخصصين في طب الأبدان، فإن أهل الاختصاص في العلوم الإنسانية الأخرى، لا يختلفون في أن تشخيص الظواهر النفسية أو الاجتماعية ، هي المدخل الأساس في محاصرتها ، أو على الأقل التقليل من أخطارها. ولعل ظاهرة " الإسلامفوبيا " أو " الرهاب الإسلامي " من أخطر الظواهر التي فرضت نفسها على الساحة العالمية ، خصوصا في السنوات الأخيرة، والمتأمل في هذه الظاهرة يجد أنها استندت في وجودها وانتشارها إلى أسباب عدة لعل أهمها: أولا: جهل السواد الأعظم من أهل الغرب بالإسلام " فعلى الرغم منالثورة المعلوماتية التي بلغت بالمجتمعات الغربية حد الإمتلاء والتخمة، بيد أن كثيرا من الغربيين تبدو عليهم أعراض جهل مثير للقلق بالإسلام كعقيدة ومنهج حياة وحضارة... " [1] إن الجهل بالإسلام وتعاليمه وقيمه، حمل شريحة واسعة من الغربيين على الطعن فيه، ومما يؤسف له أن المبشرين وأشياعهم من المستشرقين، استغلوا هذا الجهل، فأججوا نار الكراهية والأحقاد تجاه الإسلام والمسلمين، واتجاه النبي صلى الله عليه وسلم. إن الإنسان الغربي في أغلب الأحوال، تجده يستقي معرفته عن الإسلام من وسائل الإعلام، ونادرا ما تجده يحمل نفسه عناء البحث في تاريخ هذا الدين وحضارته من مصادره الأصلية: القران الكريم والسنة النبوية، أو الإنفتاح على ما كتبه علماء الإسلام وكذا المنصفين من أبناء الغرب. وفي هذا السياق لا بد من التمييز بين صنفين اثنين من أهل الغرب في موقفهم من الإسلام: الأول: عامة الناس، وهم ضحايا الخطاب الديني الكنسي – الحديث والقديم – المدعوم إعلاميا وسياسيا وأدبيا...ولا شك أن هؤلاء وقعوا تحت تأثير خطاب التخويف والترهيب والصراع، ولو خلي بينهم وبين البحث الحر النزيه لكان تصورهم عن الإسلام والمسلمين مغايرا لما هو عليه الآن. ولعل أهم تجليات هذا الجهل بالإسلام لدى الجماهير في الغرب، ما نقف عليه في بعض الإحصائيات، التي تجسد إعادة للصورة النمطية السلبية التي أفرزتها الدوائر الكنسية منذ العصور الوسطى. " ففي إحصائية عام 2004 م للشعب الألماني كانت الأجوبة على الإستبيان كالآتي: - كلمة الإسلام تعني عند 93% من الشعب اضطهاد المرأة. - وعند 83% من الشعب تعني الإرهاب. - وعند 82% تعني الأصولية والتعصب. - وعند 70% تعني الخطر والرجعية"[2] الثاني: أهل العلم من الساسة، والمنصرين، ورجال الدين، فهؤلاء مختلفون عن أولائك، إذ معرفتهم بالإسلام وتعاليمه ونبيه (صلى الله عليه وسلم) حقيقة يقررها القرآن في مواضع مختلفة منها قوله تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون"سورةالبقرة،الآية 145يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية "يخبر تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده ، والعرب كانت تضرب المثل في صحة الشيء بهذا ..."[3] ويقول الإمام القرطبي " ويروى أن عمر قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ابنك ؟ فقال : نعم وأكثر ، بعث الله أمينه في سمائه إلى أمينه في أرضه بنعته فعرفته، وإبني لا أدري ما كان من أمه "[4] فمعرفة رجال الدين من أهل الكتاب بالإسلام عميقة – ربما تفوق في كثير من الأحيان معرفة المسلمين أنفسهم- لكن بدل أن يقوم هؤلاء بواجبهم تجاه أقوامهم، بأن يبينوا لهم فضل الإسلام وربانيته وخاتمية رسالته وعالميتها، بدل أن يقوم هؤلاء بهذا الواجب، أخذوا في تجهيل أبنائهم، وعمقوا في صدورهم مشاعر الحقد والبغض لكل ما هو إسلامي. ثانيا: الإرث التاريخي المطبوع بالصراع بين الشرق والغرب. فالصورة النمطية عن الإسلام في العقل الغربي، تعود إلى القرن السابع الميلادي، مع بدء الفتوحات الإسلامية وتوسعها، إذ احتشد اللقاء بين المسلمين والنصارى بنوع من التنافر والصراع في كثير من الأحيان، وقد تزامن هذا الوضع مع بسط الإسلام لنفوذه على كثير من البقاع التي كانت واقعة تحت سيطرة الإحتلال الروماني والبيزنطي للشرق. إن الخطاب الغربي المعاصر تجاه الإسلام، غالبا ما يحرص على إبراز طابع الصراع التاريخي بين الإسلام والغرب، وقد استطاع رواد هذا الخطاب – من سياسيين وكنسيين وإعلاميين – إنعاش ذاكرة الشعوب الغربية، بذكريات خطر المشروع الإسلامي على الوجود الغربي، وذلك لكسب عواطف تلك الشعوب في معركة الغرب مع الإسلام. وفي كل مفردات هذا الخطاب الغربي – اللاهوتي منه والسياسي والثقافي والإعلامي والتعليمي- كان الغرب حريصا على توجيه أمضى أسلحته وأخطرها إلى الإسلام – الدين .. والثقافة.. والحضارة.. – باعتباره النموذج الذي حرر الشرق من الرومان ومن الصليبيين، والطاقة المقاومة لكل محاولات هيمنة الغرب على الشرق من جديد. ولقد أثمرت تراكمات مفردات هذا الخطاب الغربي الخاص بالشرق الإسلامي، مخزونا من " ثقافة الكراهية السوداء " التي شاعت وترسبت، بل وتكلست، في كثير من ميادين الثقافة واللاهوت والتعليم والإعلام بأوربا وأمريكا.. وهو المخزون الداعم للمشاريع الغربية لإستعمار الشرق، والذي تطفح به منابر الثقافة والإعلام والتنصير الغربية، إبان الأزمات الحادة في علاقة الغرب بالإسلام، على النحو الذي رأيناه ونراه بعد قارعة 11 من سبتمبر 2001 م في الولاياتالمتحدةالأمريكية."[5] إن إنعاش الذاكرة الغربية بخطر المشروع الإسلامي، ركز في جانب كبير منه على سلسلة الصدامات والصراعات بل والإنهزامات التي تكبدها المشروع الغربي على يد المسلمين، بدءا من فتح الأندلس سنة 91 ه، ومعركة بلاط الشهداء سنة 114ه، التي لو انتصر المسلمون فيها لدخل الإسلام إلى باريس نفسها، ومرورا بالحروب الصليبية التي دحرت فيها الفروسية الإسلامية جحافل الصليبيين، وفتح القسطنطينية على يد العثمانيين سنة 857 ه، وانتهاء بالمرحلة الإستعمارية ... الخ هذه القائمة التي لا تكاد تنتهي من وقائع الصراع الدامي بين الجانبين. إن ظاهرة الإسلامفوبيا تستند كما يقول عطية فتحي الويشي " إلى خلفية تاريخية متمثلة في ذلك الركام الهائل من الإنطباعات الخاطئة، والتصورات المشوهة، والرؤى المشوشة حول واحدة - هي رائدة رسالات الله إلى أهل الأرض عبر تاريخهم الطويل، وهي أكملها وأشملها وأتمها وأعمها ووارثتها والمهيمنة عليها والناسخة لها ...وعلى الصعيد التاريخي، فقد أدى امتداد نشاط الفتح الإسلامي إلى أطراف غرب أوربا، وشمال البحر المتوسط، وإلى أفريقيا والأندلس غربا، وإلى معظم قطاعات أوربا الشرقية، وآسيا الوسطى شرقا ، أدى إلى ميلاد أفكار مشوهة، وانفعالات عن الإسلام لدى بعض أولائك الذين استعصوا على التجاوب مع حركة الفتح الإسلامي، فنظروا إليها بشيء من الريبة والتوجس وسوء الظن، وتمثلوها في وعيهم الموهوم : خطرا مخيفا.. مما خلق جوا ملبدا بالحساسية والعداء، ولاسيما هنالك عند الحدود الغربية التي أمست مثارا الإحتكاك والتصادم وسفك الدماء.."[6] ثالثا: تزايد أعداد العرب و المسلمين في الغرب بفعل الهجرة المستمرةمن الشرق إلى الغرب، والتي تتحول في غالب الأحيان إلى إقامة دائمة، فضلا عن نسبة تزايدهم السكانية المرتفعة قياسا إلى تراجع تزايد سكان البلدان الغربية، وقد رافق ذلك بروز وتفوق الكثير من النخب العربية والإسلامية، والتي وصلت إلى أعلى المناصب السياسية والإجتماعية والعلمية... وكرد فعل على ذلك ظهرت أصوات مهددة بالعواقب التي قد تنجم عن ارتفاع وتيرة هجرة المسلمين إلى الغرب، ومن هؤلاء الكاتب الأمريكي المخضرم » صامويل هنتجتون « صاحب كتاب " صدام الحضارات "، حيث قام بتحليل ظاهرة هجرة المسلمين إلى المجتمعات الغربية ومجتمعات أخرى غير إسلامية " مشيرا إلى أنه في "السبعينيات مثلا تغير التوازن الديمغرافي في الإتحاد السوفيتي السابق بسبب زيادة المسلمين بنسبة 24%، بينما كانت زيادة الروس بنسبة 6.5%، مما سبب قلقا للزعماء الشيوعيين في أسيا الوسطى، كما لاحظ أن "النمو السريع في عدد الألبانيين لا يريح الصرب ولا اليونانيين ولا الإيطاليين، كما أن الإسرائيليين كذلك قلقون بسبب معدلات الزيادة المرتفعة بين الفلسطينيين، وإسبانيا بمعدلها السكاني الذي لا يزيد بأقل من خمس واحد في المائة يقلقها وجود جيران مغاربة يزيد نموهم السكاني بمعدل أكثر من عشر مرات "[7] ولعل التكأة التي يستند إليها هؤلاء في موقفهم المعادي للمهاجرين، هي النظر إليهم باعتبارهم عبئا اقتصاديا واجتماعيا يهدد استقرارهم الأمني والإجتماعي والعقدي والسياسي والروحي...، كما ينظر إليهم أيضا باعتبارهم تكتلا بشريا يصعب دمجه – تذويبه- في نسيج المجتمع الغربي بعاداته المختلفة، وقيمه وأعرافه المتنوعة، ومنظومته الأخلاقية المادية الهابطة، لذا وجب السعي في تخليص المجتمع الغربي من تدفق سيل " الإرهاب الإسلامي " أو " الأصولية الإسلامية "، وهذا كله ما يفسر العنصرية البغيضة، والكراهية الهوجاء التي يتعرض لها العرب والمسلمون في بلاد المهجر. ولعل مصداقية هذا الخطاب نتلمسه في ضوء ما تطالعنا به بعض المؤسسات الإعلامية الغربية، من خلال عرضها لبعض التهم والتجاوزات العنصرية الموجهة ضد المهاجرين، منها: ما نشرته مجلة " رجال وهجرة " الفرنسية والتي أكدت على - " أن المهاجرين يعيشون على " التعويضات العائلية " التي تصرف لهم من الدولة. - وأن المهاجرين يستعمرون أحياء بكاملها. - وأن المهاجرين يغرقون المدارس الفرنسية بصغارهم. - وأن المهاجرين يخلون بالأمن ".[8] إن تفاعل وسائل الإعلام مع هذه القضايا بصورة تحريضية، يبلور مواقف سلبية وسلوكات عدائية تطال أبناء الجالية المسلمة في الغرب، مما تضيق معه فرص الحوار والتعايش السلمي، ويقضى على إمكانات التلاقح الفكري والحضاري. ولعل ما أثأر استغراب المجتمع الغربي تجاه المهاجرين العرب والمسلمين، هو حرص هؤلاء على الإفادة من تقدم الغرب وحضارته علميا وسياسيا واقتصاديا ...وإعراضهم عن الإندماج – الذوبان – في مجتمع الإستقبال، وذلك على غرار باقي الطوائف الأخرى كالبوذية مثلا، وهكذا بدأ الغرب يرتاب في شأن هؤلاء ، ويتخوف من مشروعهم الديني والعقدي. رابعا: سلوكات بعض المسلمين المنحرفة، سواء في بلاد الغرب( فرنسا آخرها) أو بلاد الإسلام ، وهو أمر له وقعه وتأثيره على مستوى تشكيل الصورة النمطية عن الإسلام في الذهن الجماعي الغربي، إذ أصبح الكثير من أبناء الغرب يخشون بصورة هستيرية من كل ما هو عربي أو إسلامي، ويؤمنون بأن الإسلام يتجسد عمليا في تصرفات من ينتسب إليه، وإن كانت هذه التصرفات لا يقرها الإسلام أصلا. إن الإسلام باعتباره دينا ربانيا في نظر الغرب هو من يأمر المنتسبين إليه ب " قتل الكفار"، وأخذ أموالهم، وسبي نسائهم وذرا ريهم ، وللأسف الشديد نجد بعض من ينتمون إلى هذا الدين يرسخون هذا الفهم، ويغرسونه في عقول الناس، من خلال بعض الأعمال " الإرهابية " التي يسعون إلى تبريرها في إطار أحكام الشرع، ظنا منهم أنهم بذلك يخدمون الإسلام، وهم في الواقع يسيئون إليه وإلى المسلمين. وعلى النقيض من هذا التوجه نجد فئة أخرى من أبناء المسلمين - سواء في الشرق أو الغرب-انحرفت عن الجادة، لتظهر في صورة البذخ، والتبذير، والإنحلال الأخلاقي، والإنخراط في عالم الجريمة، كالقتل والسرقة والاغتصاب والظلم والإتجار في المخدرات... وغير ذلك من العادات المستهجنة في الأعراف والقوانين، بل إن الأمر تعدى سلوكات الأفراد إلى مواقف الدول العربية والإسلامية فيما بينها، المطبوعة بالخلاف أحيانا والصراع أحايين أخرى، ولا شك أن هذا المسلك لا يختلف كثيرا عن سابقه في تنميط صورة الإسلام لدى الغرب، وإثارة الشبهات حوله. وعن تجليات هذا السلوك السيئ الذي عمق ظاهرة " الإسلامفوبيا " في العالم الغربي، تحدثت البريطانية المسلمة »ماري ويلدز « قائلة " وهناك حقيقة مؤلمة أخرى، هي أن السياسات المتبعة اليوم في بعض الأقطار الإسلامية، والمقرونة بتصرفات بعض الأفراد المسلمين، عمقت بدورها هذه النظرة عن الإسلام لدى الغربيين. كيف يمكن أن يفسر القصف الإنتقامي للمدنيين في الحرب العراقية الإيرانية، ودعم إيران للإرهابيين في لبنان، وقيامهم بالمجازر الوحشية، والتغاضي عن استعمال القوة في أنحاء العالم الإسلامي..كل ذلك يساهم في تعميق تلك النظرة عن الإسلام، وكيف يمكن بعد كل ذلك أن توضح الصورة لدى الأوربيين؟ وكيف يتسنى لبعض المسلمين الذين يفدون إلى أوربا سواء إرهابيين أو مترفين يهدرون أموالهم وثرواتهم للإرهاب أو الفساد ، أن يغيروا هذه النظرة لدى الأوربيين؟ ألا يديم كل هذا تلك الصورة المشوهة والمحزنة عن الإسلام؟." [9] سادسا: تضارب المصالح، واختلاف المنطلقات القيمية بين الغرب المسيحي والشرق المسلم. إن نظرة الغرب إلى الحياة، تستند إلى فلسفة مادية قائمة على تعظيم الربح واللذة والمنفعة الخاصة، وتقديس كل ما هو مادي، ولو على حساب المبادئ الإنسانية، والقيم الأخلاقية النبيلة، ومن أجل ذلك سعى الغرب إلى إشباع حاجاته بكل الطرق- المشروعة وغير المشروعة - فأبدع فلسفته الخاصة التي تحقق كل أطماعه دون زاجر أخلاقي أو رادع إنساني. والمتأمل اليوم في حال المجتمع الغربي، يقف على كثير من الإنحرافات التي تدخل ضمن الحريات الإجتماعية والإقتصادية والفكرية ... المعترف بها هناك، وكل دعوة فيها انتقاد لهذا الوضع فهي تضييق على حرية الأفراد، ومن أمثلة هذه الإنحرافات، تقنين ممارسة الدعارة، وحرية المقامرة، وشرب الخمور، والتعامل بالربا، بل وصل الحال ببعض الدول إلى تقنين الممارسات الجنسية المثلية..... هذا كله يتم تحت ذريعة الحرية الشخصية. ومن الطبيعي أن الإسلام - باعتباره دينا جاء من أجل تحرير الإنسان وتكريمه - لا يمكن أن يبارك هذا الإنحراف، بل إنه يعتبر ذلك شذوذا وانحرافا يستوجب معاقبة وتجريم من يقترف ذلك، ومن ثم فإنه من الطبيعي أن ينظر أهل الغرب إلى الإسلام باعتباره خطرا يهدد الكثير من حرياتهم الشخصية، ومصالحهم الآنية والمستقبلية. إن الحضارة الغربية ما كان لها أن تصل إلى ما هي عليه الآن، لولا سياسة السلب والنهب التي مارستها ولا زالت إلى يومنا هذا، فقد مارست أعمالا وحشية في حق الشعوب المستضعفة، ونهبت خيراتها، وصادرت مقدراتها دون أن تستشعر في نفسها بأنها ارتكبت خطأ، والإسلام – باعتباره دين الحق والعدل – لا يرضى لأمة أن تستعبد أخرى، وتتخذ من أحرارها عبيدا، بل إنه يدعوا إلى الدفاع والوقوف في وجه المستعمرين الناهبين لخيرات الأمم والشعوب. ومن هذا المنطلق فإن الإسلام بمبادئه وأحكامه، يقف في وجه هذا الشره والإنحلال، ويدعوا إلى تحرير المجتمع الإنساني(الغربي) من حيوانيته الهوجاء، التي قضت على كل قيمة إنسانية نافعة، تحت ذريعة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان... إن خوف العالم الغربي من الإسلام، وما يتبع ذلك من حملات التشويه والطعن، نابعة من حرصه على بقاء هذه الأوضاع ورغبته في استمرارها، وإيمانا منه بأن الإسلام لا يقبل التطبيع مع هذه الانحرافات والمظالم. الأستاذ: محمد الدرداري [1]- الخواف الإسلامي بين الحقيقة والتضليل عطية فتحي الويشي سلسلة دعوة الحق، منشورات رابطة العالم الإسلاميالسنة 23 العدد 219 ص 175 [2]- الإسلام والغرب صراع أم تعايش. د/ إيهاب حفظي، الناشر. إيتراك للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة ط/الأولى ص 185/ 186 [3]- تفسير القرآن العظيم، لإبن كثير، دار الكتب العلمية، بيروت ط/ 1، 1998مجلد /1 ص/ 333. [4]- الجامع لأحكام القرآن،الإمام القرطبي، تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، ط 1 2006 م ص 2/447 [5]- الغرب والإسلام.. أين الخطأ وأين الصواب، د. محمد عمارة، مكتبة الشروق الدولية، ط 1 /2004م، ص: 70 [6]- الخواف الإسلامي بين الحقيقة والتضليل، مرجع سابق،ص: 16-17 [7]- صدام الحضارات، صامويل هنتنجتون، ترجمة طلعت الشايب، ط/ الثانية 1999م ص: 197/ 198 [8]- نقلا عن جريدةالرياضمقال تحت عنوان العنصرية ظاهرة، شاكر نوري، ع/ 6087 بتاريخ 02/ 06/ 1405ه [9]- رحلتي من الكنيسة إلى المسجد لماذا ؟ ماري ويلدز، مكتبة السادة الأشراف، دون طبعة أو سنة النشر، ص: 42/43