– مركز الفن الحديث هو اسم لا علاقة له بمضمونه لأنه يفتقد إلى الشرعية والحركية الفنية – المعهد الوطني للفنون الجميلة فقد هويته – التجربة التشكيلة التي أمارسها تتأسس معالمها على ممارسة فنية مسكونة بالمشهد الواقعي المكونة من المعمار والإنسان
في إطار انفتاح جريدة " شمال بوست" على مجموعة من الفنانين التشكيليين بمدينة تطوان، وذلك لتسليط الضوء على تجاربهم التشكيلية وعلاقتهم بالألوان ورأيهم في آخرين كان هذا اللقاء مع الفنان التشكيلي مصطفى بوزيد، وهذا نص الحوار: س: كيف ترى الفنان مصطفى بوزيد واقع الفن التشكيلي بتطوان؟ ج: بداية، أشكر جريدة "شمال بوست" على الالتفاتة الطيبة والجريئة في سبيل نشر صيت الفنانين بهده المدينة. تطوان تعتبر مدينة الفن والفنانين بامتيازّ، وهي مشهود لها منذ القدم على إنتاجها للعديد من الفنانين المرموقين على الصعيد المحلي، الوطني والدولي، لكن واقعها اليوم لا تحسد عليه من ناحية الحركية الفنية، فبرغم وجود كثرة الفنانين التشكيليين تبقى شبه جامدة في هذا المضمار مقارنة مع مدن أخرى نسمع عنها ونشاهد كل يوم مهرجانات وورشات ولقاءات فنية وطنية ودولية تثلج الصدر. مع الأسف الشديد، تطوان لها إمكانيات وطاقات فنية هائلة و تفتقد إلى مثل هذه التظاهرات.
س: مارأيك تحديدا فيما يسمي بمركز الفن الحديث بتطوان وكذلك في المعهد الوطني للفنون الجميلة ؟ ج: مركز الفن الحديث هو اسم لا علاقة له بمضمونه لأنه يفتقد إلى الشرعية والحركية الفنية. لقد كتبت العديد من المقالات حول هذا المولود الجديد وقيل فيه ما قيل من انتقادات لاذعة فبما يخص عملية اختيار الفنانين التي أشابتها خروقات عديدة منها المحسوبية والزبونية، مما نتج عنها إقصاء مجموعة من خيرة الفنانين التشكيليين المعروفين بعطاءاتهم الثقافية والفنية على الصعيد المحلي والوطني والدولي كذلك. وفي هدا المجال أناشد المسؤولين على هذه البناية أن يردوا الاعتبار لهده الفئة المقصية وإعادة الاختيار ثانية حتى يعطوا لذي كل حق حقه. أما المعهد الوطني للفنون الجميلة فقد هويته… سابقا كانت المدرسة الوطنية للفنون الجميلة مفخرة للتطوانيين والمغاربة أجمعين كمعلمة تاريخية وتربوية وفنية. لقد أعطت الكثير من الفنانين والمثقفين وطنيا ودوليا في جميع الميادين المتعلقة بالفنون. أما الآن أصبحت معهدا فقدت قوتها وهويتها الأصلية، ويتجلى ذلك في تدني مستواها التكويني لا من ناحية الطلبة ولا الأساتذة.
مصطفى بوزيد الى جانب الفنانين بن طاطو وغزولة
س: هل بوسعك أن تحدث قراء جريدة " شمال بوست" عن تجربتك التشكيلية ؟ ج: تجربتي التشكيلة بدأت من سنة 1971 عندما كنت أدرس في "القاضي عياض" على يد الأستاذ والفنان الكبير العلمي البرتولي جزاه الله عنا كل خير والذي له الفضل في اكتشافي وتوجيهي إلى الميدان الفني حيث ذهبت للدراسة بشعبة الفنون التطبيقية بفاس، ثم المركز التربوي الجهوي شعبة الفنون التشكيلية، حيث تخرجت كأستاذ للفنون التشكيلية. أما التجربة التشكيلة التي أمارسها تتأسس معالمها على ممارسة فنية مسكونة بالمشهد الواقعي المكونة من المعمار والإنسان، عنصران أساسيان في تجربتي التي أسعى إلى انشغال اللون، تدرجه وكأنه يقيم سؤالا إشكاليا حول حيوية اللون، حركية الخطوط، وثبات الموضوع…. إن الإلمام بالتفاصيل الدقيقة تدرج تجربتي في خانة الفنانين الواقعيين المغاربة في الشمال الذين تشبعوا بتكوين ذو إرهاصات بنيوية من حيث التعامل مع الرموز المكونة للمشهد كعناصر تتحرك وتتفاعل داخل بنية ثقافية تطمع إلى تأصيل ذاتها في ارتباطها بالمشهد اليومي المعاش واقعيا. س: مار أيك خصيصا، وبكل صراحة، ومن دون مجاملة، في هذه الأسماء الفنية: أحمد العمراني، بوعبيد بوزيد، يوسف الحداد ومحمد غزولة؟…
– أحمد العمراني : فنان خلوق وهادئ، له وزنه على الساحة الفنية وطنيا أحترمه وأقدره. له أسلوبه الخاص يجب أن يحترم. – بوعبيد بوزيد : أتجاهله… – يوسف الحداد : صديق وفنان عظيم، يحب التجديد…متمرد على الألوان. فنه يمتاز بالحركية مثل شخصيته. علاوة على أنه موسيقي متمرن وفنان متكامل. -محمد غزولة : صديق وفنان متميز . نحات من الدرجة الأولى يبتكر الأشياء من لا شيء. سيذهب بعيدا إن شاء الله في ميدان النحت. أكن له التقدير والاحترام.