في ليلة هادئة من ليالي شهر غشت الصيفية (الأحد الفاتح من غشت )، وبعد انتكاسة النزول الثلاثاء المنصرم، دخل المغرب أتلتيك تطوان التاريخ من بابه الواسع محققا ما عجز عن تحقيقه غيره، ليقدم لجمهوره هديين دفعة واحدة: التأهل للمباراة النهائية لكأس العرش ولأول مرة في تاريخه وفي التاريخ الكروي للمنطقة الشمالية، وجهة طنجةتطوانالحسيمة، وضمان المشاركة الموسم المقبل في منافسات كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم. لم يكن اَي أحد يراهن على هذا الإنجاز الرياضي الكبير، وحتى المتابعة كانت عادية ولم تكن بتلك الأهمية والتشويق، وهذه عوامل لها ما يبررها على مستوى الإحباط والحزن اللذان أصابا عشاق الموغريب داخل الوطن وخارجه نتيجة تراجع نتائجه الرقمية، والتي كان لها تاثير كبير على مساره الرياضي: أربعة هزائم متتالية في المرحلة الأخيرة من البطولة ساهمت فيها العديد من العوامل السلبية والأخطاء الفادحة التي ارتكبت والتي تطرقنا اليها بما فيه الكفاية . الماط بكل مكوناته كان في الموعد، وفند كل الإشاعات التي سبقت اللقاء، بالاضافة للدعاية المبالغ فيها لصالح البطل الوداد البيضاوي، وتوقع انتكاسة قاسية اخرى الا أن التجاوب مع اللقاء كان فعالا وملحمة تاريخية للتصالح مع الذات ومع الجمهور التطواني ومدينة تطوان ككل، وقدم لقاء في المستوى جعله يؤكد انه على موعد مع التاريخ ورد الاعتبار لكرةالقدم التطوانية فأوقف الآلة الودادية معتمدا على لعبه المباشر والواقعي وتمكن من اقصاءه وبالطريقة التي شاهدها الجميع تأهل بطعمين : التأهل للمباراة النهائية لكأس العرش لاول مرة في تاريخه والمشاركة الموسم المقبل في منافسات الكاف القارية. المغرب اتلتيك تطوان في حالة الفوز بالكأس سيعتبر رابع فريق ينزل و يفوز بالكأس بعد النادي المكناسي سنة 1966والفتح الرباطي سنة 1995 و المغرب الفاسي سنة 2016 . اذن يتضح جليا انه وقع تغيير جدري، وحصلت مستجدات تحثم تظافر الجهود و العمل في اتجاه تصحيح المسار و التخطيط وبمناهج جديدة ناجعة و فعالة للمستقبل القريب.وتجاوز الاكراهات و التناقضات خصوصا وان الموغريب مقبل على مشروع رياضي طموح وتجربة جديدة كفيلة برد الاعتبار للكرة التطوانية. ولضمان نجاح هذه التجربة يجب إنخراط الجميع من سلطة ومنتخبين واعيان المدينة ومقاولاتها والتحام الجماهير الرياضية والانصات لإقتراحاتها وأفكارها، والدور الايجابي الذي يجب ان يلعبه المنخرطون إيجابيا، والتعجيل بعقد الجمع العام لانتخاب رئيس ومجلس ادارة جديدين والتهييئ للموسم المقبل وعدم التفريط في الركائز الاساسية وترك الخلافات والاكراهات جانبا وتغليب المصلحة العامة عن المصلحة الخاصة، والتخطيط للعودة السريعة لاسترجاع مكانته صمن اندية الصفوة.