نشرت جريدة الباييس يوم أمس السبت 20 فبراير حوارا مع القائم بالأعمال في سفارة الولاياتالمتحدةبمدريد، ومن الأسئلة المثيرة التي طرحها الصحفي على القائم بأعمال السفارة الأمريكية، مدى استعداد إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" التراجع عن قرار الرئيس السابق "دونالد ترامب" عن اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه. صيغة السؤال لم تخلو من نية استدراج الدبلوماسي الأمريكي لتصريح يحمل هامشا من التأويل يثير الشك في نوايا الإدارة الأمريكيةالجديدة. الذي يقلق الرأي العام الاسباني بالأساس هو تراجع الوزن السياسي الاسباني في ميزان المصالح الأمريكية سؤال الصحفي الاسباني للقائم بالأعمال في السفارة الأمريكيةبمدريد يشبه حكاية "نزول الطائرة في الحديقة"، ويظهر بوضوح من الحوار أن الموضوع الذي يقلق الرأي العام الاسباني بالأساس هو تراجع الوزن السياسي الاسباني في ميزان المصالح الأمريكية، وخصوصا أن الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" اتصل بعد تنصيبه بما يزيد عن 20 رئيس دولة، وعدد مهم منهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ولم يكن رئيس الحكومة الاسبانية "بيدرو سانشيص" واحدا منهم، رغم أن إسبانيا تستضيف منذ عقود واحدة من أهم القواعد الأمريكية، كما أن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي والدفاع" جوزيف بوريل" إسباني ووزير خارجية سابق في حكومة "بيدرو سانشيص" السابقة، واكتفت حكومة "بايدن" بمكالمة بين وزير الخارجية الأمريكي الجديد ونظيرته الاسبانية. يقول "عبد الحميد البجوقي" الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية في اتصال مع شمال بوست للتعليق على الجزء المتعلق بالصحراء المغربية في الحوار "تقديري أن تصريح القائم بالأعمال الأمريكي كان دبلوماسيا وحذرا، ولا يحمل أكثر مما صرح به وزير الخارجية الأمريكي الجديد "بلينكن" بعد تعيينه عن عزم الحكومة الأمريكيةالجديدة النظر وليس بالضرورة مراجعة أغلب قرارات ترامب، كما مهد القائم بالأعمال لهذا الجواب بالتذكير أولا أن "الحكومة الأمريكية تعرف أهمية موضوع اعترافها بالصحراء بالنسبة لإسبانيا، وأنها ستنظر لهذا الموضوع وغيره مع حلفائها في الأممالمتحدة، وأنها تلتزم بقراراتها السابقة من حيث المضمون، لكنها ستراجع طريقة اتخاد قراراتها مستقبلا، وأنها ستعتمد في ذلك التشاور مع الشركاء والحلفاء كما كان الأمر قبل مجيء "ترامب". استعمال موضوع الصحراء كورقة ضغط على المغرب لم تعد مفيدة بعد الاعتراف الأمريكي ويضيف "البجوقي" المقيم في مدريد، أن المرجح هو استعداد الحكومة الاسبانية لمراجعة موقفها من موضوع الصحراء والاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ، وأشار "البجوقي" أن مراكز القرار الاقتصادي في إسبانيا تضغط على حكومة "سانشيص" لتطوير الموقف الاسباني، واستعادة دور إسباني في مستوى مصالحها الاقتصادية في منطقة تعتبر عمقا استراتيجيا لها، وأن استعمال موضوع الصحراء كورقة ضغط على المغرب لم تعد مفيدة بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وأن الأفضل لمصالح إسبانيا أن تُسرع بتغيير سياستها وتوسيع حضورها في منطقة كانت تحت حمايتها.