في وقتٍ تبحثُ الرّباط عن صيغة "توافقية" لإعادة المغربيات العالقات في مدينتيْ سبتة ومليلية المحتلّتين، قرّرت حكومة "مدريد" المركزية تمديد إغلاق حدودها مع المملكة، وفرضِ قيود جديدة على المغاربة الرّاغبين في ولوج التّراب الإسبانيّ، والعمل بها إلى غاية 30 شتنبر؛ وذلك في إطار تنزيلها التدابير الاحترازية المتعلقة بجائحة "كورونا". وكشفت الحكومة الإسبانية، وفقاً لما نقلته الجريدة الرّسمية للبلاد، أنّ "هذا القرار يقضي بتمديد التقييد المؤقت للرحلات غير الضرورية، بداية من اليوم وإلى غاية منتصف ليل آخر يوم من الشهر الجاري"، مبرزة أنّ "المغرب من البلدان المعنية بمنع سفر مواطنيه إلى إسبانيا، إضافة إلى دول أخرى، باستثناء أستراليا وكندا وجورجيا واليابان، ونيوزيلندا، ورواندا، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، وتونس، وأوروغواي والصين". ووفقاً لمصادر مقرّبة من وزارة الدّاخلية الإسبانية فإنّ هذا القرار سيشملُ أيضاَ الحدود البرّية لسبتة ومليلية المحتلتين. وتؤكّد الحكومة الإسبانية أنّها تتعامل مع الدّول المعنية وفقاً لمبدأ "المعاملة بالمثل". ومازالت الرباط تفرض قيوداً على المسافرين الأوروبيين الرّاغبين في زيارة المملكة، كما مازال عدد من المواطنين المغاربة عالقين في سبتةالمحتلة بعد ستة أشهر من إعلان المملكة حالة الطوارئ الصحية. وبعد هذا القرار، استبعدت مصادر إسبانية أن يتم فتح الحدود البرية في كل من سبتة ومليلية المحتلتين رغم أن لهما وضعا خاصا. ويعمق قرار عدم فتح الحدود مع الجارة الشمالية، وأساسا الحدود البرية لسبتة ومليلية، معاناة آلاف العمال المغاربة الذين كانوا ينتظرون الالتحاق بعملهم. وكانت تنسيقية العمال المغاربة العاملين في سبتةالمحتلة نبّهت إلى أن عقود عمل أزيد من ثلاثة آلاف مواطن بالمنطقة سوف تنتهي قريباً، وأكدت أن الاستمرار في إغلاق باب سبتة يهدد بفقدان مناصبهم، إضافة إلى التعويض عن التقاعد. ورغم أن العديد من الدول كشفت قرارها بشأن استئناف الرحلات الدولية من عدمه، فإن الحكومة المغربية تواصل الصمت حول الموضوع الذي يترقب جديده مغاربة وأجانب، وخصوصا الجالية المغربية المقيمة بالخارج. ورغم أن المغرب فتح المجال حاليا أمام المواطنين المغاربة العالقين في الخارج للعودة إلى بلدهم، عبر رحلات جوية وبحرية انطلقت منذ 15 يوليوز الجاري، إلا أن النساء المغربيات العالقات في سبتةالمحتلة ليس بمقدورهن العودة إلى المغرب، لأنهن دخلنها بجواز السفر فقط ولا يتوفرن على تأشيرة شينغن للانتقال إلى مدينة مالقا لاستقلال الطائرة نحو البلاد.