محسن الشركي نص البلاغ : أصدر المكتب المسير لفريق المغرب التطواني بلاغا للرأي العام وللجماهير التطوانية، ينهي فيه إبعاد اللاعب أيوب الكحل عن التجمع الإعدادي وتداريب الفريق بقرار من الإدارة التقنية، وأكد إحالته على لجنة التأديب والروح الرياضية التابعة للنادي، على خلفية شتمه وسبّه للاعب عبدولاي سيسوكو عقب نهاية اللقاء الودي الذي خاضه الماط ضد النادي السالمي يوم 11 يوليوز الجاري. ( وليس 11 يونيو كما يشير البلاغ). ويبرر البلاغ صدوره بكون المصلحة العليا للفريق فوق الجميع واحترام روح المجموعة والحفاظ على تماسكها أسمى من أي فرد مهما كانت قيمته ووضعه الاعتباري. اللاعب أيوب لكحل وتكاثر بلاغات المكتب المسير يعتبر المكتب المديري للمغرب التطواني هذه السنة أكثر المكاتب التسييرية إصدارا للبلاغات التي تثير الرأي العام الرياضي بتطوان أو تدفعه للاستغراب أو تعبّر عن ردود أفعال مرتبكة إزاء كل ما ينشر ويناقش في صفحات التواصل الاجتماعي سواء أكان جديا أو تافها لا يستحق حتى الخوض فيه. وإن كانت البلاغات في سياق الإخبار والتواصل وسيلة من وسائل التواصل إلى جانب الأخبار والبرامج ونطق الناطقين الرسميين للأندية وخرجات رِؤسائها وتقنييها. نفسه اللاعب أيوب لكحل أيقونة الفريق، الذي تنقصه التجربة والتحكّم في كثير من الوضعيات والمواقف طبعا لصغر سنه وقلة تجربته، كان موضوع العديد من بلاغات النادي هذا الموسم التي توزّعت ما بين وصفه تارة بالوفاء للفريق وللجماهير والمدينة، بالضبط حين مدّد عقده مع النادي مباشرة بعد لقاء الماط ونادي خميس الزمامرة إلى غاية 30 يونيو 2023، في سياق طبعه انتقال عميد الماط محمد المكعازي إلى الرجاء الرياضي. كما نعتته أحيانا بلاغات أخرى بالرعونة والتهور ومغازلته للرجاء الرياضي حين هاجمته صفحات التواصل وتعليقات روادها، على إثر طلعته الإعلامية بالإنستغرام على إثر حديث حميم مع أحد لاعبي الرجاء، وصولا إلى البلاغ الأخير للمكتب المسير بشأن معاقبته وإبعاده من التداريب لتصرفاته اللارياضية إزاء اللاعب عبدلاي سيسوكو. لماذا البلاغ ؟ وما خلفياته المحتملة؟ لا يخفى على الرأي العام المتابع، أنّ أنواع البلاغات وخلفياتها وسياقاتها متعددة، كما أن ّ الحاجة إليها إما إخبارو تنوير، أو توضيح وتفسير، أو إثارة أو مناورة أيضا. وفي كل هذه الوضعيات تكون الخلفيات الملتقطة للسياقات الظرفية والزمنية هي المتحكم في إصدار أي بلاغ للرأي العام. وقد نشير إلى أنّ ليست كل المواضيع والقضايا تستحقّ أن تكون بلاغا للعموم، إلاّ إذا أراد مرسل البلاغ بخلفية ما أن يوصل رسالة ما إلى المتلقي، وقد لا تتوخى دائما بريئة الشفافية وتنوير الرأي العام وإشراكه في الاختيار أو القرار. وفي هذا المنحى التحليلي، فإن موضوع تصرّفات اللاعب أيوب الكحل إزاء لاعب آخر قد لا يستحق أن يكون موضوع بلاغ ، بل حتى موقف الإدارة التقنية أو إحالته من قبل المكتب المسير على لجنة التأديب كان بالإمكان اعتباره أمرا داخليا عاديا، يمكن علاجه في دواليب الإدارة واحتواؤه بدل البحث عن الإثارة وعن العلاج بالكيّ. ولنا في نماذج التسيير الاحترافي في بطولات الضفة الأخرى المتقدمة علينا بسنوات الضوء وفي تعاملها مع تصرفات اللاعبين خاصة المتميزين عبر ودروس يومية. بل إنّ النادي لو كان يطبّق هذا المعيار في عقوباته على كل اللاعبين في ظل المناخ السائد، لتمّ إبعاد العديد منهم عن التداريب والمعسكرات والمباريات. يذكرفي إطار رصد الآراء المتعددة والتفاعل معها، أنّ قرار إبعاد أيوب لكحل أجود اللاعبين عطاء ومردودية ومطاردة وملاحقة من كبريات الأندية المغربية هذا الموسم عن معسكر الفريق وتداريبه بدل اختيار أنواع أخرى من العقوبات من قبيل الغرامات المالية مثلا، قد يوحي للجمهور وللرأي العام المتابع أن هناك تقاطعات بين المصالح العليا للفريق في إنعاش ميزانيته تغلّبا على ضائقاته المالية واستشرافا لتوقعاته للموسم المقبل من خلال بيع اللاعب إلى أندية راجت اسمها في الإعلام الوطني، وبين مصلحة اللاعب وحقّه الشخصي في تحسين مستواه المادي وتأمين مستقبله الرياضي والحياتي، من خلال سعيه منذ مدّة – رغم تجديد عقده مع النادي- للحصول على صفقات مالية تناسب قيمته كمنتوج "بماركا جودة " لاماسيا الماط في أوج صناعتها للنجوم، وكلاعب موهوب بارز ومتألق في البطولة الاحترافية الوطنية. علما أنّ سوق الانتقالات هذه السنة شحيحة تثير مخاوف اللاعبين وتقلّص طموحاتهم في تغيير أفضل للأجواء، وتطبعها وطأة الأزمات المالية للأندية بسبب انعكاسات جائحة كورونا، ما عدا الأندية المرتبطة برجال المال والأعمال من مثل شباب المحمدية والمغرب الفاسي، وذات الامتداد الجماهيري من طراز الوداد والرجاء، أو تلك المحافظة على توازنات ميزانياتها بفعل الحكامة ودعم المحيط الاقتصادي والفاعلين كنهضة بركان والفتح الرياضي ولأسباب أخرى كالجيش الملكي والتي قد تطارد خدمات لاعب من طراز أيوب الكحل. ومن زاوية رأي أخرى، يمكن اعتبار قرار إحالة لاعب على لجنة التأديب والانضباط لتدارس وتكييف العقوبة المناسبة مع تصرفاته أمرا عاديا من يوميات الكرة العالمية في أي مكان، بل ومن حقوق المكتب المسير ومسؤولياته التدبيرية. ولكن دونما الحاجة إلى بلاغ مثير للرأي العام أو مستنفر لحملة ضد اللاعب أو مساندة له، ودون إبعاده أيضا عن التداريب ومعسكر الفريق، حتى لا ينزع المكتب إلى عقاب المجموعة ككل وحرمان الفريق من خدمات قد يحتاجها بانتهاء المشكل بإجراء بسيط: إمّا بغرامة مالية، أوتصالح بين اللاعبين أو اعتذار علني للمجموعة وللإدارة التقنية أو بقرار يكرّس سيادة قوانين وقواعد النظام الداخلي.