كانت لي أمنيات… أمنيات لي وللعصافير من حولي وللفراشات كانت فقط كانت وكان ..فعل ماض تافه.. مرت علي حروب… خضتها مدججا بقيم الوفاء كان قلبي رشاشي والحب مدفعيتي الثقيلة لكن الصدأ تسرب إلى عتادي من بين جوانحي… كان علي أن أكون كلب صيد… قال رفيق ذات معركة… هو يجيد اللعبة… أما أنا فلم أكن يوما كلب صيد… كانت لي أمنيات… مثلا أن أعلم بنات الحي غزل السحاب… ورسم شمس على جدار البحر وقطف النجوم…. لكني ما وجدت سحابا يليق للغزل فقد كان لونه الرمادي طاغيا كأنه مصاب بداء الكآبة المزمن… وما من شمس وما من نجوم… وحده الصبار اجتاح حدائق الحي… وحده الصبار… كانت لي أمنيات… مثلا أن أرتب علبا من السعادة وأطوف أرجاء المدينة التي اجتاحها الخراب… وأوزع ما تيسر من فرح… لكن الحروف تبعثرت في علبي… وكان لريح عاتية رأي آخر… كانت أمنيات سخيفة كالحياة تماما تماما.. مثلا أن أهرب بعض بذور الأمل لفتية كانوا في انتظار غد بلون البنفسج لكن الجمارك… وبعض حراس المعابد كانوا بالمرصاد .. ككلاب الصيد تماما…