لم يكن خروج فريق المغرب التطواني من نصف نهائي كأس العرش وبثلاثية نظيفة أمام حسنية أكادير يمر دون أن يعود الجدل والنقاش مرة أخرى بين مؤيدي الرئيس السابق عبد المالك أبرون والحالي رضوان الغازي حول ماضي وحاضر نادي الحمامة البيضاء. عبد المالك أبرون الذي يصفه مؤيدوه بالرئيس التاريخي، والذي عين مؤخرا رئيسا للجنة تطوير كرة القدم القاعدية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورغم إعلانه الابتعاد نهائيا عن التسيير الرياضي وعدم رغبته في العودة مجددا للترشح لرئاسة النادي، مازال تحت سهام النقد بسبب ما يعتبره عدد من متتبعي وأنصار النادي تخليا من طرفه عن الفريق في عز أزماته وتسببه في إغراقه بالديون والدعاوى القضائية لدى الجامعة والفيفا، في وقت كان الرئيس السابق يخرج بتصريحات في لقاءات إعلامية يؤكد فيها وقوفه إلى جانب النادي ودفاعه عن مصالحه من داخل الجامعة. وقد وصل الأمر إلى حد إعلانه تخصيص منحة للاعبين تقدر بمائة مليون في حال حافظ الفريق الموسم الماضي على مكانته ضمن أندية الدوري الاحترافي. ويذهب عدد من أنصار النادي بعيدا في انتقادهم للرئيس السابق عبد المالك أبرون، خاصة بعد أن عمد رجل الأعمال وصاحب “مجموعة أبرون” إلى توقيع عقود استشهار لشركته مع نوادي مثل نهضة بركان والدفاع الجديدي في وقت أدار ظهره لنادي مدينته الذي يبقى في أمس الحاجة للدعم المالي من مختلف الجهات محليا وجهويا. هذا الأمر يرفضه مؤيدو أبرون حيث يتهمون المكتب المسير الحالي برغبته في قطع شعرة معاوية مع جميع مبادراته إذ لم يكلف الرئيس الغازي عناء نفسه تقديم طلب تجديد عقد الاستشهار الموقع مع مجموعة “أبرون”. من جانب آخر، يدفع مؤيدو عبد المالك أبرون في اتجاه عدم قدرة المكتب الحالي بزعامة رضوان الغازي على تحقيق إنجاز ينضاف إلى سجل ألقاب النادي على غرار ما تحقق في عهد الرئيس السابق. ويرى أنصار هذا الطرح على أن المكتب المسير للمغرب التطواني يفتقد لعناصر ذوي خبرة وكفاءة في التدبير الرياضي وأن تواجدهم بالأساس هو نابع من رغبتهم في الدفاع عن مصالحهم الخاصة خاصة في ظل القانون الجديد للجامعة الذي سيدفع بالنوادي نحو التحول إلى شركات رياضية. وخلف الإقصاء من منافسات كأس العرش تباينا في الآراء والمواقف بين من يرى في الوصول لهذه المرحلة إنجازا كبيرا في ظل الصعوبات التي واجهها الفريق الموسم الماضي والضائقة المالية التي مازال يعاني منها، وبين من يحمل المكتب المسير الفشل في بلوغ النهائي بسبب بعض الممارسات اللااحترافية التي سبقت إجراء مباراة النصف بالسماح للاعبين بأخذ صور مع الجماهير بدل بقائهم في الفندق للتركيز وهو ما ينم عن ضعف وجهل في التعاطي والتعامل مع مباريات في مثل هذا الحجم. ويقارن أنصار عبد المالك أبرون بين الطريقة التي اعتمدها المكتب المسير لفريق حسنية أكادير في حشد الدعم خلال مباراة نصف النهاية بتوجيه الدعوة لمختلف الفعاليات السياسية بالمدينة وعلى رأسهم وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، في حين لم يبادر رضوان الغازي إلى توجيه الدعوات لمسؤولي المدينة وفعالياتها لحضور هذا اللقاء الهام مما يعد تقصيرا في الرؤية والتدبير الرياضي. وعلى الرغم من مرارة الإقصاء من مباراة النصف النهائي، فإن احتلال الفريق للمركز الأول في البطولة وتحقيقه لانطلاقة غير متوقعة ستكون حافزا للمكتب الحالي من أجل تحقيق لقب جديد ينضاف لألقاب النادي ويدخل رضوان الغازي في لائحة الرؤساء الذين بصموا على تواجد تاريخي على رأس نادي الحمامة البيضاء.