راشيد الطالبي العلمي، هو ذاك السياسي الذي شغل بال التطوانيين منذ اقتحامه عالم السياسة التي أوصلته لمراكز عليا بالدولة حتى تقلد منصبا بوأه الرجل الثالث في المملكة المغربية كرئيس للبرلمان. الطالبي العلمي، هو ذاك السياسي الذي يعرف من أين تأكل الكتف. يتردد لدى العارفين بخبايا العمل السياسي بتطوان على أن الأخير استغل أول فرصة أتيحت له بعد أن أقنع مجموعة من الأشخاص على الانضمام لحزب أحمد عصمان الذي كان يبحث عن رجال أكفاء وآخرين من عالم الأعمال لتشكيل حزب التجمع الوطني للأحرار وتأسيس فروع له في مختلف ربوع البلاد. الطالبي العلمي، هو ذاك السياسي الذي فتحت له جميع الأبواب ووجد نفسه يتسلق المراتب والمناصب الجماعية والحكومية الواحدة تلو الأخرى، حيث تولى مهام وزير منتدب لدى الوزير الأول مكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، ومن ثم وزير الصناعة والتجارة والاتصالات في عهد الوزير الأول السابق ادريس جطو. كما ترأس مجلس جهة طنجةتطوان، وبلدية تطوان لولاية واحدة قبل ازاحته في يوم دراماتيكي من طرف محمد إدعمار. الطالبي العلمي، وجد نفسه أخيرا بدون منصب كبير سواء على المستوى الجماعي أو الحكومي. غادر وزارة الشباب والرياضة التي أسندت له في حكومة العثماني الأولى، وبقي بدون مقعد برلماني بعد أن تم تعويضه سابقا من طرف صديقه ووصيفه دائما في اللائحة “مصطفى البكوري” لوجود حالة تنافي بين منصبه البرلماني والوزاري. يرى البعض، أن الخروج من الحكومة وعدم تقلده لأي منصب كبير قد يكون بمثابة نهاية الرجل سياسيا والذي فقد حزبه في تطوان تلك الهيبة والحضور الوازن. ظهر ذلك خلال الانتخابات الأخيرة التي حاز فيها الحزب 16 مقعدا بعد أن كان يتجاوز العشرين بل كاد خلال الانتخابات الجماعية ما قبل الماضية أن يحقق الأغلبية المطلقة. راشيد الطالبي العلمي، يؤكد مناصروه على أن خروجه من الحكومة قد يساعده في لملة حزبه بتطوان، والاستعداد منذ الآن للانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة سنة 2021 لإزاحة العدالة والتنمية من رئاسة جماعة تطوان التي خسرها في مناسبتين. كما يرى مراقبون أن إبعاد الطالبي من الحكومة وهو الذي كان مقربا من رئيس الحزب عزيز أخنوش، مرده إلى محاولة التجمعيين منح عدد من قيادييهم فرصة أكبر وحرية التحرك وعقد التجمعات المحلية والجهوية بسبب طموحهم تصدر الانتخابات القادمة التي ستخولهم رئاسة الحكومة. كيف ما كان الحال، فقد انقسمت الآراء بين من يرى نهاية الرجل سياسيا وهو الذي تعود شغل مناصب كبرى في الدولة، وبين من يرى قدرة الرجل على العودة مجددا للساحة السياسية محليا وجهويا.