أكدت العديد من المواقع الإخبارية المحلية والوطنية أمس عن عودة رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي للترشح من جديد بتطوان، وقيادته للائحة حزب الحمامة في الانتخابات التشريعية القادمة. ووفق ذات المصادر فإن تنظيمات حزب التجمع الوطني للأحرار، وافقت على ترشيح العلمي، معتبرة ترشيحه " أمرا واجبا ". الخبر وإن ليس غريبا أو مفاجئا على جل المتتبعين للساحة السياسية بتطوان، إلا أنه خلق تساؤلات عديدة حول هذه الشخصية " الطالبي العلمي " التي بمجرد انتهاء الانتخابات سواء الجماعية منها أو التشريعية إلا ويغادر مدينة الحمامة البيضاء، في انتظار عودته مجددا في الانتخابات القادمة بعد خمس سنوات. العديد من المنتسبين لحزب الحمامة طالما يجدون الأعذار لزعيم حزبهم بالمدينة، على اعتبار أن مكانة الرجل كثالث هرم بالدولة المغربية من خلال ترؤسه مجلس النواب، يحد من حرية حركة الرجل الذي يدير مؤسسة هامة بالبلاد ألا وهي المؤسسة التشريعية، والتي تتطلب الكثير من الوقت والجهد، بالإضافة إلى المهام التي يضطلع بها في بعض الأحيان من خلال تمثيل الملك محمد السادس أثناء تعيين رؤساء بعض الدول أو لحمل رسالة لرئيس دولة معين. هذه الأعذار أضحى الشارع التطواني لا يتقبلها، لكونه ينظر إلى " الطالبي العلمي " كسياسي لا يختلف عن باقي السياسيين الآخرين الذين يجعلون المدينة وناخبيها مجرد مطية للوصول إلى قبة البرلمان، وبالتالي ربط مصالحه الشخصية والسياسية بالعاصمة الرباط التي أصبحت الموطن الأساسي للرجل. على موقع التواصل الاجتماعي تعالت الكثير من الانتقادات مباشرة بعد الإعلان عن ترشيح الطالبي العلمي على رأس لائحة الحمامة بتطوان، معتبرة جل التعليقات هذا الترشيح بمثابة إهانة للمدينة التي أصبح الطالبي العلمي لا يرتبط بها سوى انتخابيا، خصوصا بعد هزيمتين أمام منافسه " إدعمار " لرئاسة حضرية تطوان، حيث تساءل العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي وبعضهم من المنتبسين السابقين للحزب عن الآليات التي يتم بها اختيار " الطالبي " دائما ليكون وكيلا للائحة الحمامة، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول عينة الشخصيات والأسماء التي يعج بها الحزب على المستوى المحلي. ومن زاوية أخرى فإن ترشيح " الطالبي العلمي " هو أمر تفرضه تركيبة الحزب على المستوى المحلي، إذ عجز هذا الأخير عن إنتاج نخب وأسماء جديدة قادرة على قيادة الحزب بالمدينة، في ظل ارتباط الجميع بشخص " الطالبي العلمي " كرئيس أو كمنقذ مخلص عند كل استحقاق انتخابي. هذا بالإضافة إلى غياب الديمقراطية الداخلية حسب ما يصرح به العديد من المنتسبين، ما عجل برحيلهم مباشرة بعد نهاية الانتخابات الجماعية السابقة، وانفراط العقد الذي كان يجمع الطالبي العلمي بأهم رموزه الانتخابية. الطالبي العلمي سيدخل مجددا في تحد آخر لكسب مقعده البرلماني، حيث يرى بعض المتتبعون أن المنافسة هذه المرة ستكون على أشدها، وقد تحمل مفاجئات غير سارة لحزب الحمامة، في ظل تراجع كبير لشعبيته بالمدينة، وارتباط أسماء معروفة كانت بالأمس سندا وعونا قويا للطالبي العلمي بمصالح خاصة مع رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، وهو ما سيدفع برئيس مجلس النواب لإعادة حساباته على نحو يمكنه من الاحتفاظ بمقعده البرلماني، والعودة مجددا للعاصمة الرباط في انتظار خمس سنوات قادمة ليتجدد اللقاء مع مدينة الحمامة البيضاء.