الساعة الثالثة صباحا من يوم الأربعاء 25 يونيو 201، كانت إيذانا بحدوث كارثة عظمى بمدينة الناظور، بعد أن اندلعت نيران ملتهبة بسوق المركب التجاري المغرب الكبير، أو كما هو مشاع لدى الناظوريين ب "سوبر مارشي".. مبدئيا كان الحريق بسيطا وحاول حراس المركب التجاري احتواء المشكل بشكل تطوعي دون اللجوء الى تدخل رجال المطافئ، لكن قوة اللهب وسرعة انتشاره بالسلع والبضائع غيرت من استراتيجية الحراس، الذين لاذوا الى إخبار سلطات الأمن والوقاية قصد التدخل وإخماد النيران، قبل أن تتطور الأمور الى ما لا تحمد عقباه. تزايدت ألسنة النيران في التطاير، ومعها تزايد خوف وهلع عدد قليل من تجار السوق، الذين هرعوا باكرا، حين كانت يشير التوقيت الى الساعة الخامسة صباحا، قبل أن يستسلموا للقدر ولقدرة رجال الإطفاء القلائل الذين حجوا الى موقع الحادث، من أجل إخماد الحريق. ازدادت رقعة النيران، وازدادت معها حشود التجار والعاملين بمركب "عبد الله ن تليمانت" لمشاهدة اللهيب الحارق وهو ينال من السوق، وهو ما دفع رجال الإطفاء الى طلب الغوث والمساعدة من نظرائهم بكل من وجدة والحسيمة ومليلية، وتيقن الجميع أن الحريق أتى على غالبية السوق، وأجهز على رساميل أرباب المحلات التجارية هناك، بل وكبدهم خسائر كبيرة للغاية، أوجزها مصدر مقرب من جمعية تجار المركب التجاري المغرب الكبير، بحوالي 150 مليار سنتيم. تعالت أصوات مجموعة من التجار الذين بادروا الى تهريب وإنقاذ مجموعة من السلع التي لم تنل منها النيران، في حين عوين عامل الناظور وهو يطوف بمحيط موقع الحريق، قبل أن يبادر عدد من المتضررين على معاتبة المسؤول الأول بالإقليم وتحميله جانيا من المسؤولية إزاء تأخر تدخل عناصر الوقاية والإطفاء في إخماد النيران. الأجواء بشكل عام كانت مشحونة، وتوحي بمواجهات بين رجال الأمن والمواطنين وكذا التجار، لكن حسن تدبر رئيس المنطقة الأمنية وفطنته حالتا دون وقوع أي أمر من ذاك القبيل، في حين استقبل أسطول الإطفاء الإسباني القادم من مليلية المحتلة بحفاوة كبيرة، وهو ما أثار حفيظة عدد من الأمنيين ورجال الوقاية الذين رأوا في الأمر إجحافا لمجهوداتهم التي دامت يوما كاملا من أجل إطفاء ألسنة اللهب. مصادر رسمية من جمعية مدبري السوق المحترق بالكامل، قالت أن عدد المحلات والدكاكين المنكوبة جراء هذا الحريق، بلغت أزيد من 800 دكان، وهو عدد كبير بالنظر الى الكم الهائل من العائلات التي تسترزق من تلك المحلات، وهو ما ترك انطباعات مليئة بالألم والحسرة لدى هؤلاء الذين اختاروا الانزواء الى طرف غير بعيد عن موقع الحريق للتدبر في حالهم المأساوي الذي طالهم إزاء الحادث المروع. وليوم كامل واصلت عناصر الإطفاء ومعها مروحيات القوات المسلحة عمليات إخماد الحريق المروع، لكن أكوام الدخان والنيران، رفضت الانصياع للأمر، وهو ما دفع رجال الإطفاء الإسبان القادمين من مليلية الى الانسحاب بعد أن تعذر عليهم احتواء الحريق.. بل وطالبوا السلطات الأمنية المحلية بضرورة الإسراع في هدم جوانب السوق التي تآكلت بفعل النيران القوية، تفاديا لانهيارها المفاجئ وتعريض حياة المواطنين والمجاورين للسوق للخطر. الإصابات كانت حاضرة خلال هذا الحريق الذي لم يخمد للحين، حيث وحسب مصادر شبه رسمية فإن أزيد من عشرين رجل إطفاء أصيبوا بجروح وحروق متوسطة الخطورة خلال عمليات الإطفاء، كما تعرض عنصري أمن أيضا لإصابات طفيفة جراء سقوط أكوام حارقة من نوافذ السوق، إضافة الى إصابات عولجت بعين المكان وحالات إغماء واسعة بين أوساط العائلات والأسر المنكوبة من الحريق. أحد التجار من هول الصدمة وفقدانه لحوالي ملياري سنتيم من السلع، داخل السوق المحترق، أغمي عليه ونقل على وجه السرعة الى قسم المستعجلات، ولا يزال يرقد هناك من تأثير الصدمة القوية لخسارته أموالا كبيرة جراء الحريق. ومع استحالة احتواء الحريق اليوم، ظهرت علامات العجز والعياء على عدد كبير من رجال الإطفاء والأمن، وهو ما يستدعي حسب مصادر أمنية توفير جميع وسائل الحماية للقاطنين بجنبات السوق، حيث طلب منهم مغادرة مساكنهم والجلاء منها الى حين إخماد الحريق، كما تم قطع التيار الكهربائي عن الحي المحيط بالمركب التجاري درءا لأي تماس كهربائي جديد قد يتسبب في حرائق جديدة. مروحية تحاول اخماد الحريق
السنة اللهب في مبنى السوبر مارشي
المروحيات تحاول اخماد الحريق تجار يحاولون انقاذ سلعهم من وسط النيران
تدخل الوقاية المدنية والمسؤولين الاسبان للمساعدة في اخماد الحريق تشققات في المبنى بفعل الحريق