حصل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في الانتخابات العامة، التي أجريت يوم 28 أبريل 2019، على مجموع 123 مقعد برلماني، وحقق حزب أونيداس بوديموس 42 مقعدا، وهو ما منح اليسار متمثلا في الحزبين 165 مقعد. وهو مجموع لا يحقق الأغلبية المطلقة المحددة في 176 مقعدا . وعليه سيحتاج الحليفان المحتملان إلى دعم أحزاب وطنية وانفصالية من أجل الحكم. وعليه فاز صوت اليسار على التوجهات اليمينية التي ظلت بعيدة عن إمكانية تشكيل الحكومة. حيث حصل الحزب الشعبي على 66 مقعدا، فيما حقق حزب سيودادانوس 57 مقعدا، وحزب اليمين المتطرف فوكس 24 مقعدا، وهو ما منح ثالوث اليمين 147 مقعد. وفي إقليم كطالونيا حقق اليسار الجمهوري 15 مقعدا، وحزب جميعا من أجل كطالونيا 7 مقاعد، و(متعهدون)/ كومبروميس مقعدا واحدا. فماهي ياترى احتمالات ترؤِس زعيم الاشتراكي العمالي بدرو سانتشيز للحكومة الإسبانية؟ وما هي ملامح التحالفات الممكنة؟ 1- أكد سيناريو تحالف الحزب الاشتراكي العمالي 123 ِمقعد، وحزب سيودادانوس 57 مقعدا منح الحكومة أغلبية أكثر من مطلقة للحكم 179 مقعد. ولكن هذا الاحتمال ليس موضوعا على طاولة الواقع السياسي الإسباني الراهن .حيث أن زعيم حزب سيودادانوس اليميني النازع للوسط ألبير ربيرا، أكد خلال الحملة الانتخابية، عدم تحالفه مع المرشح الاشتراكي العمالي. وأنه يفضل ممارسة المعارضة البرلمانية على تشكيل أغلبية مع الاشتراكيين. وبالمقابل، أسقط الاشتراكيون العماليون هذا الاحتمال حين رفعوا شعار الاحتفال بالنتائج ” مع ربيرا.. لا ” بحضور زعيمهم بدرو سانتشيز الذي رد عليهم : ” أعتقد ان النتائج تركت هذا الأمرا واضحا..لا ثم لا “. 2- تشكيل حكومة بدون الاعتماد على قاعد الانفصاليين الكطلان : هذه الإمكانية تتحقق عبر توليف مجموع المقاعد التي حصل عليها كل من الحزب الاشتراكي العمالي 123، إضافة على 42 مقعدا لحزب اونيداس بوديموس، ومقعد واحد لكومبروميس الكطلاني، و6 مقاعد للحزب الوطني الباسكي، ومقعدين لحزب التحالف الكناري، ومقعد واحد للحزب الجهوي لمنطقة كانطابريا . هذا التكوين يمنح 175 مقعد للأغلبية. التي تحتاج في هذه الوضعية إلى امتناع الحزب الجمهوري الكطلاني عن التصويت لكي يترأس بدرو سانتشيز الحكومة. 3- تشكيل حكومة مع تمثيل الأحزاب الانفصالية : هذا الفسيفساء الحكومي يظل مستبعدا، رغم أنه يحقق للحكومة أغلبية 199 مقعدان حيث رئيس الحكومة يمكنه الاكتفاء بحكومة أقلية، تعفيه متاهات التفاوض مع الانفصاليين الكطلان : الحزب الجمهوري الكطلاني 15 مقعدا، وجميعا من أجل كطالونيا 7 مقاعد، وبلدو 4 مقاعد، والحزب الوطني الكطلاني 2 (مقعدين). 4 – تحالف بوديموس والفائز بدرو سانتشيز الذي يبقى بعيدا ب 11 مقعدا عن تحقيق الأغلبية المطلقة. حيث هذا التحالف اليساري الخالص، يصل فقط على 165 مقعد، وعليه فإن احتمال ممارسة الحكم على هذا النحو، يحتاج حتما إلى دعم من الأحزاب الأخرى. 5- جدير بالملاحظة أنه رغم الولادة القيصرية والمتطرفة لحزب فوكس من رحم اليمين، لم يستطع سنتياغو أبسكال، تحقيق ما توقعته استطلاعات الرأي قبل الانتخابات التي منحته إمكانية الحصول على ما يفوق 40 مقعدا، وحصل الحزب اليمين المتطرف على 24 مقعدا فقط، ولن تنفع نتائج جبهة ثالوث اليمين، في إمكانية تشكيل الحكومة، حيث لم تتجاوز هذه الأحزاب مجتمعة على 149 مقعد فقط.