فككت الشرطة الوطنية الإسبانية بتعاون وتنسيق مع الحرس المدني،أخيرا، شبكة دولية نافذة مختصة في التهريب الدولي للكوكايين والحشيش وتبييض الأموال تنشط بين المغرب وبعض الدول الأوربية، يتزعمها بارون مغربي يتحدر من منطقة واد الضاويات بتطوان، ما يزال في حالة فرار. وأسفرت هذه العملية الأمنية الكبرى التي شارك فيها حوالي 300 عنصر من مختلف الوحدات التابعة للحرس المدني بجهة الأندلس، عن اعتقال 66 متورطا في نشاط الشبكة التي تضم مغاربة وأجانب، أغلبهم من مدينتي طنجة وتطوان. وحجزت الشرطة الإسبانية بعد حملات ومداهمات متفرقة لإقامات وعقارات تابعة لأفراد هذه الشبكة في كل من “لينيا دي لاكونسيبسيون وسان روكي والجزيرة الخضراء ولوس باريوس وسان إنريكي دي غوادياريو وبيليس ومالقا وإشبيلية وألخاراكي”، كمية مهمة من المخدرات وأربعة قوارب سريعة وثلاثة سيارات رباعية الدفع مسروقة، وعدة سيارات أخرى مستعملة في التهريب والنقل، بالإضافة إلى أسلحة نارية متطورة. وحجزت المصالح الأمنية الإسبانية خلال العملية الأولى التي أطلقت عليها إسم “تاردو”، ثلاثة زوارق سريعة وأزيد من ثلاثة أطنان من المخدرات كما تم إلقاء القبض على 14 مشتبها به. ومكنت العملية الثانية، التي سميت بإسم “فرينو”، بعد تفتيش منزلين في سان إنريكي دي غوادياريو (سان روكي) و في فيليز مالقا من حجز ثلاث سيارات مسروقة وزورق بالإضافة إلى 13 سيارة أخرى وأسلحة نارية متطورة فضلا عن اعتقال 52 شخصا. وتبين من خلال التحريات التي قامت بها الأجهزة الأمنية الإسبانية أن الشبكة تنشط بين المغرب وبعض الدول الأوروبية، في حين تبيض عائدات الاتجار في المخدرات في مشاريع عقارية بإسبانيا والمغرب. ووفق معلومات حصلت عليها “الصباح”، انطلقت الأبحاث حول نشاط هذه الشبكة قبل عدة أشهر، وفي منتصف الشهر الماضي، راقبت مصالح الأمن تسلم أفراد هذه الشبكة شحنة مهمة من مخدر الشيرا قادمة من المغرب، ما قاد إلى إيقاف المتهمين وكشف مسارات تجارة المخدرات بين أوربا والمغرب. و نجح (ع) زعيم هذه الشبكة الذي ما يزال في حالة فرار، والمتحدر من منطقة واد الضاويات، في ربط علاقات قوية ببارونات مخدرات مقيمين بالمغرب وبعض الدول الأوربية، واعتمد على عدد من المغاربة المقيمين في إسبانيا، يتحدر أغلبهم من مدينتي طنجة وتطوان، لنقل وتوزيع الكميات المطلوبة من المخدرات، بين مدن جنوب إسبانيا، فيما يتكلف آخرون بنقل وتهريب المخدرات إلى بعض الدول الأوربية مستخدمين تقنيات حديثة في التواصل بينهم يتعذر على الأجهزة الأمنية ضبطها.