اعتقلت السلطات الأمنية الإسبانية، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء الماضي، ثلاثة أشخاص، من أصول مغربية، بحي برينسيبي(الأمير)، بسبتة السليبة، يشتبه في انتمائهم لشبكة إجرامية خطيرة تنشط في مجال الاتجار في المخدرات والأسلحة النارية. ووفق معلومات حصلت عليها “الصباح”، فإن الفرقة الوطنية الإسبانية لمكافحة الجريمة المنظمة، قامت بمداهمة أمنية كبرى، لأربعة منازل بالحي المذكور، في حوالي الساعة الخامسة، وأوقفت ثلاثة مغاربة، يحملون الجنسية الإسبانية، تتراوح أعمارهم بين 25 و 30 سنة، يشتبه في انتمائهم إلى مافيا مختصة في الاتجار في المخدرات والأسلحة النارية بسبتة، وتقوم بتصفية حساباتها باستعمال الأسلحة النارية. وجرى حجز مجموعة من قطع الأسلحة النارية التي كانت تستعملها الشبكة، كانت آخرها سلاح ناري من نوع (AK – 47)، كان أحد الموقوفين قد استعمله في الاعتداء على رجل أمن، وثقتها تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة بإحدى المحلات التجارية بالشارع الرئيسي وسط المدينة. وحسب معطيات كشفتها تحريات الأمن الإسباني، فإن شبكات دولية في حي “برينسيبي” اشتد الصراع بينهم، خلال الأشهر الأخيرة من السنة الماضية، وكانت وراء حوادث إطلاق النار بعدد من النقط السوداء بالحي المشار إليه، بسبب تنافسهم حول كميات الكوكايين والمخدرات التي تهرب إلى إسبانيا أو توزع محليا. وتجري السلطات الإسبانية بسبتة، حاليا، تحريات وأبحاثا حول مافيا مغربية مختصة في كراء الأسلحة لمهربي وتجار المخدرات، سواء لحماية أنفسهم خلال عمليات نقل الحشيش أو الكوكايين من الشمال المغربي إلى الجنوب الإسباني بواسطة الزوارق السريعة، أو لتنفيذ عمليات تصفية منافسين أو عناصر اختارت العمالة للأجهزة الأمنية الإسبانية. وينتظر أن تقوم الفرقة الوطنية الإسبانية لمحاربة الجريمة المنظمة بسبتة، خلال الأيام القادمة، بمداهمة منازل أخرى بحي برينسيبي، بعد أن تحول هذا الحي إلى “كولومبيا جديدة”، ومعقل للجريمة والاتجار في المخدرات ومأوى للمجرمين والمهربين المطلوبين داخل إسبانيا وبالمغرب على الخصوص، كما أنه خلال السنوات الأخيرة، أضحت تنشط فيه مافيا متخصصة في كراء الأسلحة النارية والاتجار فيها. ويشار إلى أن زعماء مافيات الاتجار في المخدرات والأسلحة بسبتة يقيمون إما في شمال المغرب أو في الجنوب الإسباني، غير أنهم يتولون التحكم في عمليات التهريب وتسيير الشبكات التابعة لهم بالمدينةالمحتلة انطلاقا من معاقلهم.ويذكر أن فرقة مكافحة الجريمة المنظمة بمدريد سبق أن أجرت تحريات بسبتة حول شبكات الاتجار في الأسلحة، غير أن أبحاثها لم تسفر عن اعتقال المتورطين في تهريب الأسلحة واستخدامها في صراعات المافيا.