أفادت مصادر مطلعة بأن قوات خفر السواحل المغربية انتشلت جثتي شابين يتحدّران من منطقة تماسينت، قرب شاطئ “الحرش” في نواحي الحسيمة، في الوقت الذي تمكنت فيه من إنقاذ باقي الأشخاص الذين ناهز عددهم ثمانية عشر فردا. وأوضحت المصادر ذاتها أن السلطات المعنية فتحت تحقيقا مع الناجين من القارب المطاطي الذي كان ينقلهم سرا إلى السواحل الإسبانية، من أجل معرفة حيثيات وقوع الحادث، وكذلك التحري عن المسؤول عن تهريب هؤلاء الشباب إلى الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. وشيّع سكان مدينة تماسينت جنازة الضحيتين، خلال نهاية الأسبوع الماضي، ويتعلق الأمر بكل من سمير الصالحي وجمال الإدريسي، إذ خيّم الحزن على الجنازة التي مرّت في “أجواء مهيبة”، بحيث عرفت ترديد مجموعة من الشعائر الدينية. ويسود استياء عارم في صفوف سكان المدينة، إثر “الغياب الكلي” لبعض المشاريع التي قد توفر فرص الشغل للشباب؛ وهو ما يدفعهم إلى المخاطرة بأرواحهم للبحث عن لقمة العيش، تاركين أسرهم وأبنائهم بعيدا عنهم، لا سيما أن أحد ضحايا القارب المطاطي الذي كان متّجها سرا نحو سواحل الجارة الشمالية أب لأطفال صغار. وتأتي هذه الفاجعة في سياق تصاعد وتيرة الهجرة السرية بمدن الشمال منذ فترة؛ ما دفع القوات البحرية الملكية المغربية إلى إطلاق النار على القوارب، حيث سبق لها أن أطلقت رصاصات تحذيرية أدت إلى إصابة العديدين.