نظمت اللجنة المحلية لمتابعة الشأن العام المحلي بتطوان التابعة للحزب الاشتراكي الموحد، مساء أمس السبت 10 مارس ندوة صحفية سلطت من خلالها الضوء على عدد من القضايا التي تهم واقع الصحة العمومية بالمدينة حيث استأثر المستشفى الإقليمي سانية الرمل بأغلب ملاحظات المتدخلين في الندوة التي نظمت بمقر الحزب بتطوان والتي أطرها كل من طبيب التخدير والانعاش احمد قايدي وتقني الفحص بالأشعة “سفيان القريغي” ومسؤول مستودع الأدوية بمستشفى سانية الرمل “عبد اللطيف بوغارف”، فيما سير الندوة الأستاذ “عبد الاله ابعيصيص”. في بداية الندوة تطرق “ابعيصيص” في كلمته التأطيرية للمشاكل العويصة التي تعاني منها منظومة القطاع الصحي بالمغرب الذي يعرف أزمات متواصلة تزيد وتيرة تراجعها بمرور الوقت، حسبما تؤكده التقارير الوطنية والدولية التي تموضع المغرب في ذيل التراتيب على المستوى العالمي. الطبيب “أحمد قايدي” أوضح بالتفصيل خلال مداخلته والتي تركزت على واقع مستشفى سانية الرمل، ما يعرفه الآخير من ضغط كبير على مرافقه وخدماته كونه يستقبل المرضى من جميع جماعات إقليمتطوان والأقاليم المجاورة، الشيء الذي يجعله غير قادر على الاستجابة للعدد الكبير للوافدين عليه، بالموازاة وما يعرفه المستشفى من نقص متواصل في أطره الطبية والتمريضية والتقنية التي لا يتم تعويضها، مما عجل بإغلاق مصالح واختصاصات في وجه المرضى، الشيء الذي أدى إلى اختلال كبيرة في عملية طلب وعرض الخدمات الطبية المختلة أصلا. واستعراض “قايدي” بالأرقام النقص الحاد في الموارد البشرية والبنى التحتية والوسائل التقنية الضرورية في شتى التخصصات الطبية المتوفرة بالمستشفى الذي لا يوجد به إلا 7 أسرة فقط وطبيب مداوم واحد في قسم المستعجلات، إضافة إلى خصاص يقدر ب50 طبيبا بين التخصص والطب العام ، إضافة إلى النقص المهول في عدد الممرضين في مستشفى يعتبر وجهة لساكنة الإقليم والأقاليم المجاورة، الشيء الذي يشكل ضغطا كبيرا على الأطر الطبية التي تجد نفسها في مواجهة يومية مع المواطن الذي يحملها المسؤولية على الأوضاع التي يجدها في المستشفى. وختم “القايدي” مداخلته بالتأكيد على كون تجويد الخدمات بالمستشفى الإقليمي رهين بتزويده بجميع الحاجيات سواء على مستوى الموارد البشرية، أو التقنية والاستشفائية التي زادت وتيرة تراجعها في السنوات الأخيرة، إلى جانب إعادة فتح بعض المصالح وتأهيل بعض البنيات التحتية التي بإمكانها أن تساعد على التقليل من حجم هذه المشاكل في أفق فتح مستشفى جديد في مستوى تطلعات الساكنة التطوانية. الدكتور “عبد اللطيف بوغارف” من جانبه استعرض في مداخلته المشاكل التي تعاني منها صيدلية المستشفى حيث تعرف نقصا مهولا في الأدوية، والراجعة إلى سوء التدبير على المستوى الوطني والمحلي المتمثل في عدم إشراك المختصين في هذا الجانب، حيث تعرف خزينة الصيدلية من الأدوية تناقصا سنويا مستمرا وصل إلى أدنى مستوياته في السنوات الأخيرة التي لم تتلقى فيها الصيدلية من الوزارة المتطلبات التي تحتاجها، إلى جانب أن عملية حصول المستشفى على هذه الأدوية تستغرق وقتا طويلا وتمر بعدة خطوات ومصالح تتسبب في تأخير وصول الأدوية. وأضاف “بوغارف” أنه رغم بعض الحلول التي يقوم بها المستشفى للحصول على الأدوية والمتمثلة في تبادل الأدوية مع مستشفيات أخرى إلا أن هذا الحل يبقى ترقيعي ولا يعالج المشاكل المطروحة على هذا المستوى. “سفيان القريعي” التقني بقسم الفحص بالأشعة، استعرض في مداخلته المعاناة اليومية التي يواجهها العاملون في القسم بسبب الضغط المهول نظرا لقلة الأطر التقنية العاملة بهذه المصلحة، موضحا أن البنيات التحتية لهذا القسم لا تستجيب لحجم هذا الضغط الذي تزيد وتيرته في فصل الصيف، بسبب تزايد عدد الوافدين من مختلف المناطق، في مقابل انخفاض الأطر لأسباب متعددة منها الخروج لقضاء العطل الصيفية. كما شرح “القريعي” كيف يواجه العاملون في المصلحة أيضا احتجاجات المواطنين بشكل يومي والذين يحملونهم المسؤولية بسبب التأخر والإهمال في الاستفادة من خدماتها، بينما الحقيقة تتجلى في العدد الكبير الذي تستقبله والذي لا يمكن للعاملين في المصلحة الاستجابة له بالشكل المطلوب. واختتمت الندوة الصحفية بتدخلات الحاضرين نوهوا فيها بهذه المبادرة الإيجابية والمتميزة التي قدمت فيها معطيات أوضحت الواقع الأسود الذي يشهده المستشفى الإقليميبتطوان بشكل خاص، وقطاع الصحة بتطوان والمغرب بشكل عام.