هن نساء تجاوزن الأربعين من عمرهن عادة، يبحثن عن تلبية رغباتهن الجنسية مهما كانت الوسيلة، حتى لو تطلب الأمر تقديم إغراءات مادية لشباب في العشرينات. ومن الجانب الآخر، ثمة شباب يقتنصون مثل هذه الفرص من أجل بعض المال. هؤلاء النسوة يطلق عليهن في المغرب اسم “الميمات” ويعرفن في بعض البلدان المغاربية بلفظ “طاطات”. عالم من السرية ورفض مجتمعي.. تلجأ “الميمات” إلى فضاءات مختلفة للحصول على شريكهن الجنسي، في فضاءات العمل أو في بعض المقاهي أو على الشاطئ أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويُطرح في المجتمع المغربي جدل واسع حل ممارسات “الميمات”. في هذا السياق، يقول محمد رضوان، شاب في العشرينات من عمره، يعمل في أحد مراكز الاتصال، إن “سن المرأة ليس عائقًا يحول دون عيشها حياة جنسية”، مستطردًا “من جانبي أفضل أن أخوض علاقة جنسية مع “الميمة” عوض الشابة في مقتبل عمرها”. ويدافع عن رأيه: “إنها تتمتع بعاملين يحتاجهما الرجل وهما النضج والذكاء كما أنها لا تضع حدودًا في العلاقة الجنسية أو خطوطًا حمراء قد تزعج الشاب، مقارنة بشابة صغيرة، والميمة غير متطلبة ماديًا”، وفقاً لتعبيره. ويضيف: “عادة ما تقدم المرأة المتقدمة في السن والتي تبحث عن الجنس، إغراءات مادية للشاب وتطلب كتمان الأمر، وفي المقابل إما أن يتكتم الشاب عن الإفصاح عن هذه العلاقة أو هناك من يتفاخر بإقامة علاقات جنسية مع “الميمات” مقابل المال، على أساس أنه شاب وسيم، يجذب النساء اللواتي يدفعن المال مقابل علاقة جنسية معه”. أما سهيل رغيب، طالب جامعي، في العشرينات من عمره، فقد أكد ل”ألترا صوت” أن “المرأة التي تجاوزت الأربعين تكون عادة ناضجة، ومن حقها بالتالي أن تعيش حياتها الجنسية كما تريد، فهذا يندرج في إطار الحريات الفردية”. مضيفًا أنه شخصيًا لا يمانع علاقة مشابهة. أما عبد اللطيف عماري، وهو شاب في الثلاثينات، يعمل في أحد البنوك بالدار البيضاء، فيرى أن “الميمة، سواء كانت مطلقة أو أرملة، والتي اختارت حياة جنسية معينة، هي منبوذة من المجتمع المغربي وأن من يتقبلها استثناءات كما أنها تحيط عالمها بقدر من السرية وحتى من يتقبل الأمر من الشباب فبغاية الطمع ومن أجل المال”. المال السهل يبرر كل شيء.. تشرح لمياء الطيبي، باحثة في علم الاجتماع ضمن حديثها ل”ألترا صوت” أسباب انتشار هذه الظاهرة في المجتمع المغربي: “أغلبهن مستقرات من الناحية المادية، فهن يدفعن المال دون قلق، وهذا العامل أي المادي يدفعهن إلى اختيار شريكهن الجنسي بكل حرية وفقًا لرغباتهن وبالمواصفات اللاتي يبحثن عنها”. وترجع الطيبي السبب الرئيسي لهذه الظاهرة إلى “ارتفاع البطالة في صفوف الشباب”. وتوضح: “إنهم يعانون من مشاكل مالية، تجدهم عاطلين عن العمل، ليس لهم طموح، يبحثون عن الطريق السهل للوصول إلى المال ويساعدهم أننا نعيش في مجتمع ذكوري، رافض للبغاء الممارس من طرف المرأة، لكنه يقبله أو يغض النظر عنه إذا أتاه الرجل، وهو ما يفسر افتخار بعض الرجال بهذه العلاقات”. بلا شك تغيرت نظرة المغاربة إلى الجنس عن العقود السابقة إلا أن المجتمع حافظ على انتقاده للمرأة التي تبحث عن المتعة الجنسية مع شريك تختاره حسب مواصفتها، ولا ينتقد، في المقابل، الشاب الذي يبيع “فحولته” بمقابل مادي، ويكتفي بوصفه ب”الطائش”، مقابل نعت المرأة ب”عديمة الاحترام”.