احتفت جمعية أصدقاء السينما بتطوان أول أمس السبت بالكاتب والمخرج السينمائي ” محمد الشريف الطريبق ” من خلال تقديم كتابه النقدي "لغة السينما، من الإبهار إلى شاعرية التقشف". اللقاء احتضنه المركز السوسيوثقافيي لمؤسسة محمد السادس تطوان، حيث تم تقديم الكاتب والكتاب من طرف الروائية والكاتبة العامة لجمعية أصدقاء السينما فاطمة الزهراء الرغيوي. كتاب ” لغة السينما، من الإبهار إلى شاعرية التقشف”، يقارب إلى حد كبير العوالم الداخلية للمخرج/الكاتب، ويجعل القارئ يلامس ويعايش الأسئلة المقلقة التي تشغل ” الطريبق ” إبان إخراجه لفيلم ما (كيف يتعامل مع الفضاء، مع الإضاءة، زاوية التصوير وغيرها). ويحاول ” المخرج ” أن يجد حلولا عملية لأسئلته التي يحدث ربما أن تنجم عن معيقات تقنية محضة أثناء تنفيذ عملية الإخراج، من خلال التجارب السينمائية التي أثرت به. وهو التأثير الذي لا يصل إلى حد الامتثال السلبي للتجارب السابقة، لأن الطريبق يسعى إلى تحقيق مساره الخاص عبر رؤية تعبر عن تصور للسينما ولما يجب أن تكونه. إنه إذن في عملية مراجعة مستمرة لأدواته وتقنياته. وربما هذا الكتاب هو دعوة لكل السينمائيين للتحلي بروح النقد-الذاتي، أو على الأقل بالقدرة على تحقيق حد أدنى من السعي إلى التجديد والتجدد في كل عمل سينمائي مقبل. ” لغة السينما، من الإبهار إلى شاعرية التقشف”، هو كتاب يمكننا أن نقرأه بكل يسر لأن كاتبه لا يلجأ إلى لغة تقنية خالصة، بل يسعى إلى تقريب القارئ من عوالم ما وراء الكاميرا بكل يسر ورحابة صدر.