احتضن فارس البوغاز مساء يوم أمس الجمعة 14 أكتوبر الجاري، بإحدى الفنادق المصنفة، منتدى جهويا للترافع حول قضايا المناخ. و ذلك بمناسبة اقتراب موعد انعقاد قمة المناخ "COP22" بمدينة النخيل مراكش. المنتدى و الذي يمتد أشغاله لحدود اليوم السبت، ينظم من طرف مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، بشراكة مع شبكة المنظمات غير الحكومية لتنمية المنتزه الوطني بالحسيمة، وبدعم من برنامج تعزيز المجتمع المدني التي تنفذها مؤسسة Counterpart international، وتمولها الوكالة الأمريكية للتنمية، و ذلك في إطار برنامج الترافع الذي تستفيد منه مرصد حماية البيئة و المأثر التاريخية بطنجة. الجلسة الإفتتاحية للمنتدى عرفت مداخلة "محمد أمحجور"النائب الأول لعمدة مدينة طنجة، إذ إستغل الفرصة لتهنئة المغاربة على المحطة الإنتخابية ل 7 أكتوبر، و التي أفرزت فوز حزبه العدالة و التنمية بالأغلبية الأمر الذي منح لهم استمرارية في قيادة الحكومة الحالية، و اعتبر ان المغرب اصبح دولة محسودة من طرف دول الأخرى التي تفتقد للديموقراطية و الأمان الذي يتوفر عليه المغرب، الأمر الذي جعل المغاربة فخورين ببلدهم, أمحجور ايضا اعتبر ان المغرب اصبح نمودجا يحتدى به في مجال التنمية و ذلك بفضل الإرادة السياسية للدولة المغربية،كما اعتبر ان مسألة الترافع يجب ان تكون منوطة للمجتمع المدني لأن الإقتصادي أو السياسي يصعب عليه ذلك لعدة اعتبارات. من جهتها، استعرضت آسية بوزكري، رئيسة لجنة القيادة للمؤتمر المتوسطي للمناخ MEDCOP22، ونائبة رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، تجربة الجهة أثناء تنظيمها لمؤتمر الأطراف المتوسطي على مستوى الترافع، "والتي جعلت الفاعل السياسي يشارك في مؤتمر الأطراف المتوسطي للمناخ، وينخرط في العملية ككل، لأن الأشهر الستة للتحضير كانت كافية كي يتواجد المؤتمر ضمن جداول العمل لجميع لجان المجلس وخلال الدورات؛ وبالتالي أصبح المنتخب يتبنى موضوع التغيرات المناخية"، حسب تعبيرها. وحسب بوزكري فإن من نتائج هذه التجربة "المشاريع التي برمجت في ميزانية 2017، والتي تركز كثيرا على الجانب البيئي، وكذا الانفتاح على شراكات، على غرار الشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي لإنشاء مختبر خاص بالنباتات الطبية والعطرية، خصوصا في المجال القروي، وشراكة مع وزارة البيئة لتحلية ماء البحر، وأخرى مع الصينيين لتصنيع حافلات كهربائية". واعتبر ربيع الخمليشي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، أن "الترافع هو الطريقة التي يمكن من خلالها للمجتمع المدني أن يؤثر في اتخاذ القرار المناسب لما يعتقد أنه يجب أن يكون في تدبير سياسة عمومية معينة"، حيث اعتبر أن الهدق هو الخروج من المربع الأول المتمثل في تبادل المعلومات و فتح النقاش الى مستوى الترافع و كيفية انجاح الترافع. الخمليشي اعتبر ان المجتمع المدني بفضل تراكم خبرة السنوات اكد انه اصبح فاعلا و حاضرا، لفتح النقاش و التأثير فيه سواء على المستوى الوطني أو الدولي، وهذا تحقق بفضل دعم مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة. نفس المتحدث أكد أنه يجب ان نخرج بمذكرة جماعية ترافعية، من أجل تنزيل سياسات العمومية من شعارات الى ارض الواقع، حتى نضمن العدالة المناخية. اما باحاج ممثل RODAPAL ، تحدث عن الظواهر الشادة التي اصبح العالم يشهدها من الجفاف و زلازل و غيرها، ليؤكد ايضا ان جهة الشمال تتميز بهشاشة و الفقر الت ادت الى الهجرة الداخلية و الأوربية الأمر الذي جعلها تعيش العزلة. بالمقابل و في موقف غريب اعتبر ان الجفاف و انقطاع الماء بمدينة تطوان ناتج عن ارتفاع نسبة السياحة في المدينة التي تؤدي الى استغلال الماء. من جانبهم، اعتبر متخصّصون، في ندوةٍ نُظّمت بالمناسبة، أن "الترافع عملٌ تراكمي مبنيّ على أسُس ومَراحل، وأن أهدافه قد تكون غير ثابتة، إذ يحكمه مناخ خارجي وأجندات سياسية وإكراهات ورهانات؛ وبالتالي فإن النتائج تتغير حسب المتدخلين الفاعلين والمؤثرين". هذا و قد عبر الحضور على ضرورة الترافع من أجل فرض حق تنزيل التشريعات الى حيز الوجود.