بمناسبة اقتراب موعد انعقاد قمة المناخ "COP22" بمراكش، نظم مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، بشراكة مع شبكة المنظمات غير الحكومية لتنمية المنتزه الوطني بالحسيمة، وبدعم من برنامج تعزيز المجتمع المدني التي تنفذها مؤسسة Counterpart international، وتمولها الوكالة الأمريكية للتنمية، مساء أمس الجمعة بأحد فنادق طنجة، منتدى جهويا للترافع حول قضايا المناخ. واعتبر ربيع الخمليشي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، في تصريحٍ لهسبريس، أن "الترافع هو الطريقة التي يمكن من خلالها للمجتمع المدني أن يؤثر في اتخاذ القرار المناسب لما يعتقد أنه يجب أن يكون في تدبير سياسة عمومية معينة". وأضاف الخمليشي: "هذا الملتقى فرصة لكي يتجاوز المجتمع المدني مستوى الحوار وإنضاج الأفكار إلى مستوى آخر، وهو تلمس كيفية التأثير في القرار من خلال تقوية القدرات، وإمكانية صياغة ملفات ترافعية مطلبية، واقعية وطموحة وقابلة للتحقيق لتقديمها لمختلف المعنيين". من جانبهم، اعتبر متخصّصون، في ندوةٍ نُظّمت بالمناسبة، أن "الترافع عملٌ تراكمي مبنيّ على أسُس ومَراحل، وأن أهدافه قد تكون غير ثابتة، إذ يحكمه مناخ خارجي وأجندات سياسية وإكراهات ورهانات؛ وبالتالي فإن النتائج تتغير حسب المتدخلين الفاعلين والمؤثرين". وأشار متدخّلون إلى "ضرورة الإلمام بالقضايا المُترافع عنها، وتحديد أولويات ما يُترافع عنه، ومدى معرفة المترافِع بالمساطر والتشريعات، إضافة إلى أهمية البحث العلمي والتكوين من أجل الإحاطة بمختلف جوانب القضية المترافع عنها". وعن معايير الترافع الناجح أجمع المتدخّلون أنها "تتمثل في مراعاة مشروعية الرأي المعبر عنه، وأن يكون ما يتم الترافع عنه دقيقا ولديه وقع كبير وراهنية، وكذا توفير دلائل وأسباب علمية وموضوعاتية ونسق علمي ومنطقي كبير، إضافة إلى الفعالية والاحترافية التي لا يمكن الترافع بدون التوفر عليها داخليا، على الأقل على مستوى التشبيك، أو مع المؤسسات التي سيتم الترافع عنها"، حسب تعبيرهم. من جهتها، استعرضت آسية بوزكري، رئيسة لجنة القيادة للمؤتمر المتوسطي للمناخ MEDCOP22، ونائبة رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، تجربة الجهة أثناء تنظيمها لمؤتمر الأطراف المتوسطي على مستوى الترافع، "والتي جعلت الفاعل السياسي يشارك في مؤتمر الأطراف المتوسطي للمناخ، وينخرط في العملية ككل، لأن الأشهر الستة للتحضير كانت كافية كي يتواجد المؤتمر ضمن جداول العمل لجميع لجان المجلس وخلال الدورات؛ وبالتالي أصبح المنتخب يتبنى موضوع التغيرات المناخية"، حسب تعبيرها. وحسب بوزكري فإن من نتائج هذه التجربة "المشاريع التي برمجت في ميزانية 2017، والتي تركز كثيرا على الجانب البيئي، وكذا الانفتاح على شراكات، على غرار الشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي لإنشاء مختبر خاص بالنباتات الطبية والعطرية، خصوصا في المجال القروي، وشراكة مع وزارة البيئة لتحلية ماء البحر، وأخرى مع الصينيين لتصنيع حافلات كهربائية".