حذر مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب من الهجمة التي يقودها بعض المقاولين على الشكل التراثي والمعماري بالحي الإنساتشي بتطوان والذين تجاهلوا جوانبه الجمالية والتاريخية عن طريق القيام بإصلاحات وترميمات لبعض عماراته والتي شوهت بشكل تام ملاحمها الحضارية والعمرانية وغيرت من وظيفتها السكنية، فأصبحت عمارات إدارية وتجارية بالدرجة الأولى. وقد واكب هذا التغيير الوظيفي لتلك المباني تغييرا جذريا داخلها. جاء هذا التحذير في بيان توصل موقع شمال بنسخة منه عقب إقدام أحد المقاولين على تغيير شكل عمارة سكنية بشارع محمد الطريس من حقبة الحماية الإسبانية والتي تدخل ضمن الطابع الإنساتشي لمدينة تطوان، بعد أن أخضعها لإصلاحات وترميمات غيرت من شكلها التراثي، وحولتها إلى عمارة نشاز ضمن النسق الإنساتشي لشارع محمد الطريس. المركز طالب في بيانه رئيس الجماعة الحضرية لتطوان بفتح تحقيق في كيفية الترخيص لمقاول من أجل ترميم عمارة شوهت المعالم التراثية بالحي الإنساتشي. كما دعى كافة المسؤولين إلى رد الاعتبار لهذا الموروث الإنساني، المتأثر بالثقافة الإسلامية والموريسكية، والثقافة الأوربية المسيحية. مشددا على عزمه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمتابعة المسؤولين المتورطين في تشويه وتغيير معالم الحي الإنساتشي المصنف كتراث عالمي. شمال بوست علمت أن رئيس حضرية تطوان ومباشرة بعد علمه بالموضوع فتح تحقيقا أوليا لمعرفة كيفية إقدام المقاول على تشويه الوجه التراثي والمعماري للحي الإنساتشي حيث أكدت التحريات الأولى إلى وجود خروقات كبيرة قام بها المقاول الذي تقدم بطلب لتسوية وضعية العمارة بالإضافة إلى خروقات همت إضافة طابق بشكل غير قانوني بالعمارة. مصدر خاص أكد لشمال بوست أن الجماعة الحضرية لتطوان ستتخذ كافة الإجراءات القانونية مع المقاول المخالف للقوانين التعميرية الصارمة المتعلقة بالتراث الإنساني والمعماري للحي الإنساتشي بتطوان. وبكون رئيس الجماعة فوجئ بالوضع الذي أصبحت عليه العمارة ما اعتبر تحايلا من طرف المقاول.