شعب بريس - متابعة شهر غشت المنصرم كان الموعد الذي ضربه الأطباء لعدد من مرضى السرطان من أجل استكمال علاجهم بعد انتظار دام لأشهر طويلة.. لم يكذب المرضى خبرا وقدموا إلى مستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء للاستفادة من العلاج، لكن إدارة المستشفى لم تكن في الموعد، فقد استحال عليهم توفير هذه الأدوية، لكون وزارة الصحة لم تلب طلباتهم.. النتيجة استفحال حالة هؤلاء المرضى، حيث إن بعضهم دخل في غيبوبة منذ فترة نتيجة توقف العلاج الحيوي.
"ميتوتريكسات 500 ملغ" الذي يعالج العقد اللمفاوية، وهي عبارة عن أورام تنشأ على حساب الخلايا المناعية اللمفاوية.. دواء لا تتوفر عليه صيدليات قسم الأنكولوجييا التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء نفس الشيء ينطبق على "بيرينيتول" الذي يخصص لعلاج "اللوكيميا" الحادة، ودواء "أكتينوميسين د" والذي يخصص للأطفال المرضى بسرطان الكلى، ثم "كلورانيموفين" و"ناتيلان". ومصابون بسرطان الغدد اللمفاوية، أو ما يعرف لدى العموم بسرطان “الولسيس”، توجهوا إلى مستشفى الأنكولوجيا من أجل استفادتهم من العلاج الإشعاعي والكميائي، لكن في ذلك الصباح استفادوا فقط من العلاج الإشعاعي دون الكميائي، والسبب أن هذا النوع من العلاج يتوقف على دواء "نتيلان" “Natulan” وهو عبارة عن أقراص من فئة 50 ميليغراما وصيدلية المركز لا تتوفر عليه، بل إن الدواء البديل لا يتوفر هو الآخر.. مصادر طبية تؤكد أن هذه الأدوية وغيرها التي تعالج السرطان غير متوفرة على الأقل في الوقت الراهن، هذه الأدوية تتميز بفعاليتها العلاجية، ولذلك يستمر العمل بها في أوروبا وأمريكا، وتغيب في المغرب، بسبب هامش ربحه الضعيف، من وجهة نظر شركات الأدوية، علما أن سعره محدد في 500 درهم للعلبة.
نفس الأمر حدث مع مرضى الدم والسرطان من الأطفال الذين يعالجون بدواء "أكسيونمسين"، وهو دواء رئيسي ضمن البروتوكول العلاجي الموجه للأطفال المصابين بسرطان الكلى، وله وظيفة علاجية مهمة في وقف تطور الخلية السرطانية.
كما لم يعثر مستعملي دواء "هيدريا"، وهو عبارة عن أقراص من فئة 500 ميليغرام، والخاص بعلاج سرطان الدم الحاد، كما يدخل ضمن علاج مرضى فقر الدم المنج على الدواء المعتاد اليهم.
حسب الاختصاصيين، فهذا الدواء لا بديل له، ولا يمكن تعويضه بأي دواء آخر، وهو عبارة عن حقن من فئة 0.5 ميليغرام، لا يتعدى ثمنها 40 درهما
فهذا الدواء كان متوفرا إلى وقت قريب بثمن جزافي بالمجان بمركز الأنكولوجيا بالدار البيضاء، ومتوفر كذلك في الصيدليات الخاصة بمبلغ لا يتجاوز 60 درهما، اختفى هذا الدواء فجأة من صيدليات المستشفيات العمومية وكذا من الصيدليات الخاصة.
الغريب أن وزارة الصحة خصصت 360 مليون درهم سنة 2012، بالنسبة للأدوية، ورصدت مبلغ 47.762.922 درهما لمواكبة تفعيل المخطط الوطني لمحاربة داء السرطان، ومع ذلك فمرضى السرطان يعانون من نفاد الأدوية من الصيدليات