شعب بريس- محمد بوداري تتواصل مشاعر التضامن مع سكان اميضر ودعم نضالاتهم المتواصلة من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة المرتبطة بالارض والتشغيل والبيئة، والتي فاق عدد ايام اعتصامهم السنة مع ما ترتب عن ذلك من معاناة ومشاكل كانت اكبر تجلياتها ضياع تلاميذ المدارس، الذين تكللت سنتهم ببياض يسائل المسؤولين وفي مقدمتهم وزير التعليم الذي لم ينبس ببنت شفة في الموضوع، فضلا عن المسؤولين المحليين والمنتخبين الذين من المفروض فيهم تمثيل الساكنة والدفاع عن حقوقهم ماداموا قد استؤمنوا على ذلك. وفي غمرة مجريات هذه الاحداث وبعد مظاهر البطولة التي ابدتها الساكنة في الاستماتة فب الدفاع عن ارضها رمز هويتها، توصلنا في شعب بريس ببيان تضامني مع السامنة من طرف جمعية تيماتارين ننشره كاملا: شهدت منطقة ايميضر أشكالا احتجاجية غير مسبوقة مند صيف سنة 2011، و بالتحديد مند انطلاق اعتصام ساكنة الدواوير السبع المكونة لجماعة ايميضر بإقليم تنغير في الفاتح من غشت من السنة الماضية، حمل ملفا مطلبيا سوسيو اقتصادي هو امتداد للمطالب التي رفعت خلال محطات نضالية سابقة خاضتها ساكنة منطقة ايميضر بداية بانتفاضة 1986، و الاعتصام السلمي لسنة 1996 الذي فض بعد تدخل لقوى الأمن أسفر عن جرحى بالعشرات و أودى بحياة الشاب لحسن أسبضان علاوة عن الاعتقالات العشوائية التي طالت الساكنة آنذاك، و كذا احتجاجات سنة 2004.
كل هذه الأشكال النضالية التي تعكس مدى استماتة الإنسان الأمازيغي في الدفاع عن حقه في الحياة و العيش الكريم و الانتفاع من ثرواته كما تعكس مدى تشبته و ارتباطه بالأرض و الجبل نظرا لرمزيتهما الأنطولوجية و الثقافية، كل هذه الأشكال موجهة بالأساس ضد الاستغلال البشع و اللاشرعي لشركة معادن ايميضر المستغلة لمناجم ايميضر مند سنة 1969، استغلال لا يراعي البيئة و لا يراعي البعد التنموي، همه الوحيد و الأوحد مراكمة الأرباح، هده الأرباح الخيالية التي جعلت الشركة تحتل رتب الأولي عالميا و افريقيا تصديرا و إنتاجا ، و جعلت الساكنة تعيش تفقيرا و تجويعا و حصارا اقتصاديا ينبؤ باقتراب تهجير جماعي لأهالي المنطقة إن نضبت الفرشة المائية و بالتالي انعدم آخر ما تبقى من شروط الحياة المادية، هدا الوضع الذي فرضه اللوبي الفاسد بدعم من المخزن الذي لم يتأخر يوما في مقاربة الملف المطلبي للساكنة بالمنطق الأمني المحض أو اقتراح حلول ترقيعية تخدم مصالح اللوبي المستغل للمنجم قائمة على التعامل بمبدأ التصدق و الإحسان و التسويف في أحسن الأحوال.
و بعد أن تيقن الكل و أدرك أن لا عامل الوقت و الزمن و لا الظروف الصعبة لن ينالا من عزيمة المعتصمين المسلحين بسلاحي التحدي و الصمود، و المتشبعين بقيم تيموزغا، تم الانتقال لتناول الملف من لدن الدولة بأسلوب آخر كان متوقعا يتجلى في شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف المعتصمين بعد أن أكمل الاعتصام سنة كاملة، انتهت هذه الحملة بالزج بخمسة من هؤلاء المعتقلين في السجون بعد الحكم عليهم ب 10 سنوات سجنا نافدة و بتهم واهية. هنا تطرح أسئلة بديهية من قبيل أين الشعارات الرنانة التي يرفعها المخزن في كل وقت و حين من قبيل التنمية المستدامة و الانفتاح عن العالم القروي، أين الميثاق البيئي و أين مواثيق حقوق الإنسان و كل ما يتم التطبيل له في المحافل الدولية.
و اذ تجدد جمعية تيماتارين الثقافية، الاجتماعية و الحقوقية دعمها المبدئي المطلق و اللامشروط للملف الايميضري بعد إعلانها لذلك مسبقا في بيان سابق لها.
تعلن للرأي العام المحلي، الوطني و الدولي:
تنديدها:
بالمقاربة الأمنية التي يتم نهجها لحل الملفات الاجتماعية من قبيل ملف ايميضر.
بالاعتقالات التعسفية التي طالت معتصمي ايميضر.
بالصمت غير المبرر للهيئات الحقوقية و السياسية في التعامل مع ملف ايميضر.
التعتيم الإعلامي لمنابر الإعلام تجاه الملف.
تضامنها و دعمها :
لنضالات معتصمي ايميضر لنيل مطالبهم العادلة و المشروعة.
لمعتقلي قضية ايميضر و كافة المعتقلين السياسيين.
للأشكال الاحتجاجية التي يخوضها الشعب المغربي.
دعوتها :
كافة الهيئات الحقوقية و الضمائر الحية إلى دعم نضالات ساكنة ايميضر و الالتفاف حولها، و التحرك من أجل إطلاق سراح معتقلي ايميضر و كافة المعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية، و تحقيق المطالب العادلة و المشروعة المتمثلة في الحرية و الكرامة و التقسيم العادل للثروات.