عبد الله النملي عرفت مدينة آسفي، على مدى أسبوع كامل، فعاليات الملتقى الدولي الثاني للفنون التشكيلية، تحت شعار" الفن التشكيلي رافعة للتنمية" من تنظيم ودادية الأمل سيدي واصل وبتنسيق مع جمعية الريشة للفنون التشكيلية بأكادير، واتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة وبحضور وفد رفيع المستوى من الفنانين التشكيليين المغاربة والأجانب.
وقد نظم الملتقى الدولي للفنون التشكيلية في نسخته الثانية، بفضاءات الخزانة الجهوية، ودار السلطان، ودار الفنون، وفندق أطلانتيد، وبساحة محمد الخامس، بدعم من المكتب الشريف للفوسفاط، وعمالة آسفي، وجهة دكالة عبدة، والمجلس البلدي لآسفي، ووزارة الثقافة، والمركز الجهوي للإستثمار بآسفي. وقد توزعت فقرات الملتقى ما بين معارض وورشات وأروقة مفتوحة بالقاعات والهواء الطلق، وندوات، وزيارات لدار الفنون زينب أجبار الفلاح وبعض مآثر المدينة ومصطاف الوالدية . وقد تميزت فعاليات الملتقى بإهداء الفنان الفلسطيني الشهير محمد بوليس، كما فعل في السنة الماضية، مجموعة من لوحاته التشكيلية لمدينة آسفي وبعض الفعاليات السياسية المحلية والصحفية، كعربون محبة على حسن الضيافة التي لقيها بحاضرة المحيط.
ويوم الخميس 26 أبريل 2012 كان الموعد بفندق أطلانتيد مع حفل إسدال الستار على فعاليات الملتقى، وذلك بتكريم الفنانة المسفيوية المقتدرة، قيدومة الفن التشكيلي الوطني زينب أجبار الفلاح، من خلال تسليمها جوائز رمزية ومالية، قدمت من طرف كل من السلطة المحلية بآسفي، والمجمع الشريف للفوسفاط، والمجلس البلدي لآسفي. ويأتي تكريم الفنانة زينب أجبار في عقدها السابع، بمسقط رأسها آسفي، كاعتراف بمسارها الفني الطويل والمتميز في الفن التشكيلي الوطني منذ الستينيات من القرن الماضي، إذ منذ أزيد من 50 سنة اختارت الفنانة أجبار أن تعيش في معرض دائم تملؤه اللوحات، حتى تحول بيتها إلى مزار دائم للعديد من الشخضيات النافذة في عالم الفن والسباسة والتشكيل. وقد حصلت في السنة الماضية على جائزة الإبداع الفني الحر في مسابقة نظمتها وزارة الصناعة التقليدية، إضافة لأزيد من 13 جائزة أخرى تملأ رفوف بيتها الصغير الذي اتخذته سكنا ودارا للفنون، على أمل أن تتدخل الجهات المسؤولة لتخصيص فضاء مناسب يكون متحفا لأعمال الفنانة.
وتعرض الفنانة التشكيلية زينب أجبار الفلاح لوحاتها بدارها المسماة بدار الفنون، حيث تقدم تجربتها في التعامل مع الريشة والصباغة والألوان والنحت على الخزف والعزف على البيانو والكمان، وهي تجربة متنوعة ودائمة القدرة على الإدهاش، لعدم إتباعها لأي من الدراسات الأكاديمية في هذا المجال، فرغم أنها لم تدرس الفن في الجامعات والمعاهد، إلا أنها ظلت قادرة على التطور والتجديد، إذ تستطيع أن ترسو بألوانها ولوحاتها فوق جميع الشطوط، حتى أنه يجوز لنا القول أن ريشتها أفلتت من جميع فخاخ المدارس الفنية، حيث نسجت أسلوبا خاصا بها، ظل علامة يميزها عن بقية المدارس، مع نزوع شديد نحو البساطة، من خلال رفضها التعسف في تأويل أعمالها، أو استعارة المصطلحات الغربية، واستخدام العبارات السريالية التي اعتاد عليها الفنانون التشكيليون في وصف أعمالهم .
وعلى الرغم من المشاكل التي صاحبت منذ اليوم الأول استقبال وفد الفنانين التشكيليين من خلال رفض إدارة المركز التربوي لتكوين الأساتذة بآسفي طلب الترخيص بإقامة وفد الفنانين التشكيليين وضيوف المدينة بداخلية المركز، فقد اعتبر عبد الحق عبوش عن الجهة المنظمة للملتقى ورئيس ودادية الأمل، أن الملتقى استطاع أن يحقق نجاحه ويجد له موطئ قدم وسط الملتقيات الفنية بالمغرب، من خلال لم شتات الشمل العربي من خلال الريشة والرسام بحاضرة المحيط آسفي، وأن يضفي على المدينة مسحة ثقافية جميلة تفتقدها، كما شكر عبوش كلا من المجمع الشريف للفوسفاط وجهة دكالة عبدة وعمالة آسفي ووزارة الثقافة والمجلس البلدي بآسفي والمركز الجهوي للإستثمار بآسفي على جهودهم المقدرة في دعم فعاليات الملتقى.