قال إدريس الكنبوري، الكاتب و المحلل السياسي، إن هناك مراجعة شاملة في الجزائر للمواقف التقليدية من جملة القضايا، من بينها الموقف من نزاع الصحراء. وأوضح ادريس الكنبوري في تصريح للموقع، أن الأطروحة القديمة كانت تقول إن تغيير هذا الموقف الكلاسيكي رهين فقط بالتحولات الداخلية في الجزائر، و اليوم تبين أن العوامل الإقليمية لها دور، فهناك تحول في الجزائر داخل المؤسسة العسكرية، وربما انتهت قائمة الزعماء السياسيين الذي يعودون إلى الحقبة الماضية مع بومدين وآخرهم بوتفليقة.
وأضاف الدكتور الكنبوري أن المؤسسة العسكرية ترى أن المرحلة الجديدة يجب أن تقطع مع ماض قديم لم يؤد سوى إلى عزلة الجزائر أكثر فأكثر، إنها صحوة الجيش، وتبقى تصريحات سعداني مفاجئة، لأن جبهة التحرير هي التي كانت تحفظ ما يسمى وديعة بومدين أي ملف الصحراء، ومعناه أن الجبهة التقطت التحول وعرفت أن الأمور لم تعد كما كانت.
وزاد المحلل السياسي بالقول إن المحيط الإقليمي له دور حاسم في ذلك، فالانتخابات في تونس التي كانت ديمقراطية والإمكانيات في ليبيا بالتحول المقبل، أظهرا بأن الجزائر ستصبح معزولة قريبا، إذا تم التفكير في صيغة جديدة للبناء المغاربي، علما أنها هي المسؤولة عن تعطيل الاتحاد منذ 89 وهذا يعرفه الجميع وهو ما أدركه الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في جولته المغاربية عام 2013 لإحياء الاتحاد لكنه اصطدم بالتعنت الجزائري.
وأشار ادريس الكنبوري إلى أن المؤسسة العسكرية في الجزائر حصل فيها تحول بعد إبعاد عدد من قياداتها القديمة في الفترة الأخيرة، ممن كانوا من الحرس القديم، لذلك أعتقد أن النظام الجزائري المقبل يجب أن يتحلى بالجرأة ويعتذر للشعب الجزائري بسبب استنزاف ثرواته في قضية خاسرة و الاعتذار أيضا للمغرب، إنه دليل على فشل الأنظمة العسكرية في حل الأزمات بالقوة.