قال الموساوي العجلاوي، الخبير في العلاقات الدولية، إن "غياب قضية الصحراء عن أجندة مجلس الأمن خلال هذا الشهر يُثبت عدم التوافق بين الدول الدائمة العضوية بالأمم المتحدة على المبعوث الأممي الجديد." وكانت مصادر من البعثة الدبلوماسية الألمانية بالأمم المتحدة قالت إن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس، قد أحال نهاية شهر يوليوز الماضي لائحة بالأسماء التي يقترحها لشغل منصب المبعوث الأممي الجديد بالصحراء، على ممثلي الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن. ويتعلق الأمر بكل من الصين ، فرنسا ، روسيا ، والمملكة المتحدة البريطانية و الولاياتالمتحدةالأمريكية.
وتنص المسطرة الأممية الخاصة بتعيين المبعوث الأممي للصحراء، على أن المبعوث الأممي الجديد يقترحه الأمين العام للأمم المتحدة، ثم تصادق عليه الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، قبل أن يعرض للتصويت في إحدى الجلسات العامة لمجلس الأمن.
ويضيف العجلاوي أن هذا التأخر كان منتظرا، "لأنه لم تكن هناك أي مؤشرات على اقتراب الأمين العام للأمم المتحدة من تعيين مبعوث شخصي جديد بالصحراء المغربية.
لقد كان هناك حديث عن بعض الشخصيات المحتملة لخلافة هورست كوهلر، لكنها بقيت تأويلات وافتراضات فقط. لكن لم يكن هناك أي مؤشر على أن ملف الصحراء بدأ يأخذ أهمية ضمن أجندات مجلس الأمن."
وأرجع العجلاوي السبب إلى "انشغال المجلس بقضايا دولية أكثر راهنية وأكثر تعقيدا، بالخصوص في القارة الإفريقية." الأمر مرتبط أيضا بروسيا، التي تترأس مجلس الأمن خلال هذا الشهر، والتي أعدت أجندة وجدول أعمال المجلس طيلة شهر شتنبر، حسب العجلاوي، الذي أكد أن "روسيا منشغلة أكثر بقضايا أخرى غير قضية الصحراء أهمها الملف السوري والملف الإيراني وليبيا وبوركينا فاسو."
وأشار العجلاوي إلى أنه "من المرتقب أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره حول الصحراء قبيل اجتماع مجلس الأمن المرتقب نهاية شهر أكتوبر المقبل، وهو التقرير الذي قد يتضمن توضيحات الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص تعثر تعيين المبعوث الجديد للصحراء.
ومن المرتقب أيضا أن يكشف الأمين العام للأمم المتحدة في هذا التقرير ملامح الشخصية المقبلة التي سوف يتم تعيينها في مكان هورست كوهلر الذي استقال من منصبه كمبعوث أممي للصحراء."